سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ١٣٥
عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني نصر بن علي، أخبرني علي بن جعفر بن محمد، حدثني أخي موسى، عن أبيه، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن أبيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم: أخذ بيد حسن وحسين، فقال: " من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما، كان معي في درجتي يوم القيامة (1) ".
قلت: هذا حديث منكر جدا. ثم قال عبد الله بن أحمد: لما حدث نصر بهذا، أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: الرجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه. وكان له أرزاق، فوفرها عليه موسى.
قال أبو بكر الخطيب عقيبه: إنما أمر المتوكل بضربه، لأنه ظنه رافضيا (2).
قلت: والمتوكل سني، لكن فيه نصب. وما في رواة الخبر إلا ثقة ما خلا علي بن جعفر، فلعله لم يضبط لفظ الحديث - وما كان النبي صلى الله عليه وسلم من حبه وبث فضيلة الحسنين ليجعل كل من أحبهما في درجته في الجنة، فلعله قال: فهو معي في الجنة. وقد تواتر قوله عليه السلام: " المرء مع من أحب " (3). ونصر بن علي، فمن أئمة السنة الاثبات.

(1) أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد " المسند " 1 / 77، وعلي بن موسى لم يذكره أحد بجرح ولا توثيق، وموسى هو الكاظم. وأخرجه الترمذي (3733) من طريق نصر بن علي بهذا الاسناد... وقال: حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه وقد أنكر المؤلف في " الميزان " أن يكون الترمذي حسنه أو صححه، فلعل التحسين في بعض نسخه دون بعض.
(2) " تاريخ بغداد " 13 / 287، 288.
(3) في " الأزهار المتناثرة " ص 26: أخرجه الشيخان عن أبي موسى، والترمذي عن صفوان ابن عسال، وأحمد بن جابر بن عبد الله، وابن مسعود وأبي هريرة، والبزار عن علي، والطبراني عن أبي قتادة، وأبي سريحة، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وصفوان بن قدامة، وعروة بن مضرس الطائي، ومعاذ بن جبل، وأبي أمامة الباهلي.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»