سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ١٠٣
ثم ارتحل في حدود سنة عشر ومئتين، وحج، وحمل عن: عبد الملك ابن الماجشون، ومطرف بن عبد الله اليساري، وأسد بن موسى السنة، وأصبغ بن الفرج، وأبي صالح، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعدة من أصحاب مالك والليث، ورجع إلى قرطبة بعلم جم، وفقه كثير.
وكان موصوفا بالحذق في الفقه، كبير الشأن، بعيد الصيت، كثير التصانيف إلا أنه في باب الرواية ليس بمتقن، بل يحمل الحديث تهورا كيف اتفق، وينقله وجادة (1) وإجازة (2)، ولا يتعانى تحرير أصحاب الحديث.
صنف كتاب " الواضحة " في عدة مجلدات، وكتاب " الجامع " (3)، وكتاب " فضائل الصحابة "، وكتاب " غريب الحديث "، وكتاب " تفسير الموطأ "، وكتابا في " حروب الاسلام "، وكتاب " فضل المسجدين "، وكتاب " سيرة الامام فيمن ألحد "، وكتاب " طبقات

(1) الوجادة: هي أن يجد الشخص أحاديث بخط راويها، سواء لقيه أو سمع منه، أم لم يلقه ولم يسمع منه، أو أن يجد أحاديث في كتب المؤلفين المعروفين. ففي هذه الأنواع كلها لا يجوز له ان يرويها عن أصحابها، بل يقول: وجدت بخط فلان،، إذا عرف الخط، ووثق منه.
أو يقول: قال فلان، أو نحو ذلك.
والذي عليه المحققون من أهل العلم وجوب العمل بها عند حصول الثقة بما يجده القارئ، أي: يثق بأن هذا الخبر أو الحديث بخط الشيخ الذي يعرفه، أو يثق بأن الكتاب الذي ينقل منه ثابت النسبة إلى مؤلفه الثقة المأمون، وأن يكون إسناد الخبر صحيحا.
(2) الإجازة: هي ان يأذن الشيخ لغيره بأن يروي عنه مروياته أو مؤلفاته، وكأنها تتضمن إخباره بما أذن له بروايته عنه. وقد اختلف العلماء في جواز الرواية والعمل بها، فشرط أكثرهم أن يكون المجيز عالما بما يجيزه، معروفا بذلك، ثقة في دينه وروايته، وأن يكون الطالب للإجازة من أهل العلم حتى لا يوضع العلم في غير أهله. انظر تفصيل ذلك في " الباعث الحثيث ":
119، 122، ومقدمة " جامع الأصول " 1 / 81، 83.
(3) في " تاريخ علماء الأندلس " 1 / 270، و " ترتيب المدارك " 3 / 35: الجوامع. وانظر ثبتا بأكثر مصادره في " ترتيب المدارك " 3 / 35، 36.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»