سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٤٤٧
خيثمة، ومحمد بن ضريس، وعبد الله بن أحمد، والحسين بن إسحاق التستري، وخلق كثير.
وكان زاهدا متعبدا، أعجب به المأمون لما رآه، وأدناه، وجعله من خاصته.
قال أحمد بن سيار: قدم مرو غازيا. ولما أراد المأمون أن يظهر التجهم وخلق القرآن، جمع بين هذا وبين بشر بن غياث ليناظره. قال:
وكان أبو الصلت يرد على أهل الأهواء من الجهمية المرجئة والقدرية، فكلم بشرا غير مرة بحضرة المأمون، واستظهر. ثم قال ابن سيار: ناظرته لاستخرجه فلم أره يغلو، ورأيته يقدم أبا بكر، ولا يذكر الصحابة إلا بالجميل. وقال: هذا مذهبي وديني، إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب.
قال ابن محرز: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت، فقال: ليس ممن يكذب. وقال عباس: سمعت ابن معين، يوثق أبا الصلت. فذكر له حديث: " أنا مدينة العلم " (1)، فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي، عن أبي معاوية.
قلت: جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وكان هذا بارا بيحيى، ونحن نسمع من يحيى دائما، ونحتج بقوله في الرجال، ما لم يتبرهن لنا وهن رجل انفرد بتقويته، أو قوة من وهاه.

(١) حديث ضعيف. انظر الأجوبة عن الأحاديث التي وقعت في " مصابيح السنة "، ووصفت بالوضع للحافظ ابن حجر العسقلاني ٣ / ٣١٤، ٣١٥، وهي مطبوعة في آخر " مشكاة المصابيح ". وانظر أيضا ما كتبه عبد الرحمن المعلمي اليماني عن هذا الحديث في تعليقاته على " الفوائد المجموعة " للشوكاني.
(٤٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»