سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٧
المدينة، فحمل عن مالك بن أنس " الموطأ " عرضة من حفظه، وقيل:
من حفظه لأكثره - وحمل عن: إبراهيم بن أبي يحيى (1) فأكثر، وعبد العزيز الدراوردي، وعطاف بن خالد، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعد وطبقتهم.
وأخذ باليمن عن: مطرف بن مازن، وهشام بن يوسف القاضي، وطائفة، وببغداد عن: محمد بن الحسن، فقيه العراق، ولازمه، وحمل عنه وقر بعير، وعن إسماعيل ابن علية، وعبد الوهاب الثقفي وخلق.
وصنف التصانيف، ودون العلم، ورد على الأئمة متبعا الأثر، وصنف في أصول الفقه وفروعه، وبعد صيته، وتكاثر عليه الطلبة.
حدث عنه: الحميدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبو يعقوب يوسف البويطي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وحرملة بن يحيى، وموسى بن أبي الجارود المكي، وعبد العزيز المكي صاحب " الحيدة " (2)، وحسين بن علي

(١) هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي المدني أحد الضعفاء المتروكين. قال ابن حبان في " الضعفاء " ١ / ١٠٥، ١٠٧: كان مالك وابن المبارك ينهيان عنه، وتركه يحيى القطان، وابن مهدي، وكان الشافعي يروي عنه، كان إبراهيم يرى القدر، ويذهب إلى كلام جهم، ويكذب مع ذلك في الحديث.. وأما الشافعي، فإنه كان يجالسه في حداثته، ويحفظ عنه حفظ الصبي، والحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، فلما دخل مصر في آخر عمره، وأخذ يصنف الكتب المبسوطة، احتاج إلى الاخبار، ولم تكن معه كتبه، فأكثر ما أودع الكتب من حفظه، فمن أجله ما روى عنه، وربما كنى عنه، ولا يسميه في كتبه، وقال الربيع بن سليمان:
كان الشافعي إذا قال: حدثنا من لا أتهم يريد إبراهيم بن أبي يحيى.
(٢) هو عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون الكناني المكي: قدم بغداد في أيام المأمون، وجرى بينه وبين بشر المريسي مناظرة في القرآن، وكان من أهل العلم والفضل، وله مصنفات عدة، منها كتاب " الحيدة "، وهو مطبوع متداول، إلا أن المؤلف الذهبي يشكك في صحة نسبته إليه، فقد قال في " الميزان " 2 / 639: لم يصح إسناد كتاب " الحيدة " إليه، فكأنه وضع عليه.
وكان ممن تفقه بالشافعي، واشتهر بصحبته، توفي قبل الأربعين ومئتين تقريبا.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»