سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٦٧٤
ولد في حدود الخمسين ومئة.
وسمع من: عبد الرحمن بن الغسيل وهو أكبر شيخ له، ومن مالك ابن أنس، وحماد بن زيد، وحشرج بن نباتة، وصالح المري، والقاضي أبي يوسف وبه تفقه وتميز.
حدث عنه: الحسن بن علوية، وحامد بن شعيب البلخي، وموسى ابن هارون، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس الثقفي، وخلق.
وكان حسن المذهب، وله هفوة لا تزيل صدقه وخيره إن شاء الله.
ولي القضاء بعسكر المهدي في سنة ثمان ومئتين (1)، ثم ولي قضاء مدينة المنصور، واستمر إلى سنة 213، وبلغنا أنه كان إماما، واسع الفقه، كثير العلم، صاحب حديث وديانة وتعبد. قيل: كان ورده في اليوم مئتي ركعة، وكان يحافظ عليها بعد ما فلج واندك، رحمه الله (2).
قال محمد بن سعد العوفي: روى بشر بن الوليد الكندي عن أبي يوسف كتبه، وولي قضاء بغداد في الجانبين، فسعى به رجل إلى الدولة، وقال: إنه لا يقول بخلق القرآن، فأمر به المعتصم أن يحبس في داره، ووكل ببابه. فلما استخلف المتوكل أمر بإطلاقه، وعاش وطال عمره، ثم إنه قال:
كما أني قلت: القرآن كلام الله، ولم أقل: إنه مخلوق، فكذلك لا أقول:
إنه غير مخلوق، بل أقف، ولزم الوقف في المسألة، فنفر منه أصحاب الحديث للوقف، وتركوا الاخذ عنه، وحمل عنه آخرون (3).

(1) انظر خبر توليه في " تاريخ الطبري " 8 / 597، و " الكامل " لابن الأثير 6 / 386.
(2) " تاريخ بغداد " 7 / 81، 82.
(3) " تاريخ بغداد " 7 / 83.
(٦٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 669 670 671 672 673 674 675 676 677 678 679 ... » »»