سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٤٠٧
المتقنة، فقال في أول الحديث: قال الليث (1): حدثنا جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة بحديث الذي استدان من رجل ألف دينار، فقال: ائتني بكفيل، قال: كفى بالله وكيلا. والحديث مشهور،، علقه البخاري في غير موضع.
وقد استشكل المحدثون قبلنا في تفسير الفتح من " الصحيح " (2):
حدثنا عبد الله (3)، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال، عن عطاء ابن يسار، عن عبد الله بن عمرو، فذكر حديث: إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (4).

(١) ٤ / ٣٨٥ في أول الكفالة: قال الحافظ: وقع هنا في نسخة الصغاني: حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، وقد تقدم في باب التجارة في البحر ٤ / ٢٥٥، أن أبا ذر وأبا الوقت وصلاة في آخره، قال البخاري: حدثني عبد الله بن صالح، حدثني الليث به، ووصله أبو ذر هنا من روايته عن شيخه علي بن وصيف، حدثنا محمد بن غسان، حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني، حدثنا عبد الله بن صالح به، وكذلك وصله بهذا الاسناد في باب ما يستخرج من البحر من كتاب الزكاة ٣ / ٢٨٧، ولم ينفرد به عبد الله بن صالح، فقد أخرجه الإسماعيلي من طريق عاصم بن علي، وآدم بن أبي إياس، والنسائي من طريق داود بن منصور، كلهم عن الليث، وأخرجه الإمام أحمد ٢ / ٣٤٨ عن يونس بن محمد، عن الليث.
وله طريق أخرى عن أبي هريرة علقها البخاري في كتاب الاستئذان ١١ / ٤٠ من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، ووصلها في " الأدب المفرد " (١١٢٨)، وصححه ابن حبان من هذا الوجه.
(٢) ٨ / ٤٤٩ في التفسير.
(٣) قال الحافظ: في رواية أبي ذر وأبي علي بن السكن: عبد الله بن مسلمة أي:
القعنبي، ووقع عند غيرهما عبد الله غير منسوب، فتردد فيه أبو مسعود بين أن يكون عبد الله بن رجاء وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وقال أبو علي الجياني: عندي أنه عبد الله بن صالح، ورجح هذا المزي، وشده بأن البخاري أخرج هذا الحديث بعينه في كتاب " الأدب المفرد " (٢٤٧) عن عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز. قلت (القائل ابن حجر): لكن لا يلزم من ذلك الجزم به، وما المانع أن يكون له في الحديث الواحد شيخان عن شيخ واحد، وليس الذي وقع في " الأدب " بأرجح مما وقع الجزم به في رواية أبي علي وأبي ذر، وهما حافظان.
(٤) ونصه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن هذه الآية التي في القرآن: [يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا] قال في التوراة: " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله الا الله، فيفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا ".
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»