سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ١٥٨
يكون علم الزمان " (1)، فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص، فقلت: هو في فقهه وورعه وعمله يصلح أن يكون علم الزمان، ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل البخاري، فقلت: هو في معرفة الحديث وطرقه يصلح أن يكون علما، ثم ثلثت بأحمد بن إسحاق السرماري، فقلت: رجل يقرأ على منبر الخليفة ها هنا يقول: شهدت مرة أن رجلا وحده كسر جند العدو - عنى نفسه - فإنه يصلح أن يكون علم الزمان. قالوا: نعم.
مولد أبي حفص الفقيه سنة خمسين ومئة.
وسمع أيضا من: هشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد، والرواية عنه تعز (2).
أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا جعفر بن منير، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أخبرنا هناد بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن أحمد الحافظ، حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه، حدثنا أحمد بن عمر بن داود، حدثنا أبو حفص أحمد بن حفص، عن جرير، عن منصور، عن ربعي، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة، بالله وحده لا شريك له، وأن الله بعثني بالحق، وبالبعث بعد الموت، وبالقدر خيره وشره " (3).

(1) لفظ الحديث: " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها " وهو حديث صحيح أخرجه أبو داود (4291) في الملاحم: باب ما يذكر في قرن المئة، والحاكم 4 / 522، والخطيب 2 / 61، والبيهقي في " معرفة السنن والآثار " ص 52 من حديث أبي هريرة. وانظر شرح هذا الحديث لزاما في " جامع الأصول " 11 / 320 - 324.
(2) يقال: عز الشئ يعز - بكسر العين - عزا وعزة وعزازة وهو عزيز: إذا قل حتى كاد لا يوجد.
(3) أخرجه أحمد 1 / 97، والترمذي (2145)، وابن ماجة (82) من طرق عن منصور بهذا الاسناد، وصححه الحاكم 1 / 32، 33، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»