سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٥٠٢
قال سحنون: رحم الله أشهب، ما كان يزيد في سماعه حرفا واحدا (1).
قال ابن عبد البر: لم يدرك الشافعي إذ قدم مصر أحدا من أصحاب مالك إلا أشهب وابن عبد الحكم (2).
قلت: وأدرك ابن الفرات، وسعيد بن أبي مريم.
قال سعد بن معاذ الفقيه: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: أشهب أفقه من ابن القاسم مئة مرة (3).
وعن ابن عبد الحكم قال: سمعت أشهب يدعو في سجوده على الشافعي بالموت، فمات والله الشافعي في رجب سنة أربع، ومات أشهب بعده بثمانية عشر يوما، واشترى من تركة الشافعي عبدا، اشتريته أنا من تركة أشهب (4).
قال ابن يونس: مات لثمان بقين من شعبان سنة أربع (5).
قلت: قول ابن عبر البر: كان أخذ ابن عبد الحكم عن أشهب أكثر - يعني من أخذه عن ابن القاسم -: فيه نظر، فما علمته أخذ عنه، إنما لحق

(1) " ترتيب المدارك " 2 / 448.
(2) " الديباج المذهب " 1 / 307.
(3) " ترتيب المدارك " 2 / 448.
(4) " ترتيب المدارك " 2 / 453، و " وفيات الأعيان " 1 / 239، وروى عياض في " المدارك " عن الربيع بن سليمان المرادي، قال: سمعنا أشهب يقول في سجوده: اللهم أمت الشافعي وإلا ذهب علم مالك، فبلغ ذلك الشافعي فأنشأ يقول:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تهيأ لاخرى مثلها فكأن قد (5) " وفيات الأعيان " 1 / 239.
(٥٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 497 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 ... » »»