123] قال أبو بكر: يا رسول الله، نزلت قاصمة الظهر، فقال: رحمك الله (1).. الحديث، ومعناه: يجزون به ببلايا الدنيا.
(١) وتمامه: فقال: رحمك الله يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللاواء؟، فذلك تجزون به. وهو في " الكامل " ٥٩٣، وهو حديث صحيح بطرقه وشواهده، فقد أخرج الترمذي (٣٠٣٩) من طريق روح بن عبادة، عن موسى بن عبيدة، عن مولى بن سباع، سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه هذه الآية: (من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، ألا أقرئك آية أنزلت علي؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فأقرأنيها، فلا أعلم إلا أني قد كنت وجب انقصاما في ظهري فتمطأت لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنك يا أبا بكر؟ قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، وأينا لم يعمل سوءا، وإنا لمجزون بما عملنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما أنت يا أبا بكر والمؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة ".
وموسى بن عبيدة ضعيف، ومولى بن سباع مجهول. وأخرج أحمد ١ / ١١، والطبري (١٠٥٢٣)، و (١٠٥٢٨) وأبو يعلى: ٣٣، ٣٤، والبيهقي في سننه ٣ / ٣٧٣ من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي زهير قال: أخبرت أن أبا بكر قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية: (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) فكل سوء عملنا جزينا به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض، ألست تنصب، ألست تحزن، ألست تصيبك اللاواء؟ قال: بلى، قال: فهو ما تجزون به، وهذا سند منقطع، فإن أبا بكر بن أبي زهير، وهو من صغار التابعين، ثم هو مستور لم يذكر بجرح ولا تعديل، ومع ذلك فقد صححه ابن حبان (١٧٣٤)، والحاكم ٣ / ٧٤، ٧٥، ووافقه الذهبي، وأورده ابن كثير في تفسيره ٢ / ٥٨٨ عن ابن مردويه من طريق الفضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، ما أشد هذه الآية: (من يعمل سوءا يجز به)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء "، وهو منقطع كسابقه. وفي الباب عن عائشة عند الطبري (١٠٥٣٠) و (١٠٥٣٢) من طريق ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، إني لاعلم أشد آية في القرآن، فقال: ما هي يا عائشة قلت: هذه الآية يا رسول الله (من يعمل سوءا يجز به) فقال: " هو ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها "، وإسناده لا بأس به، وأخرجه ابن حبان في " صحيحه " (1736) بنحوه من حديث عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن يزيد بن أبي يزيد، عن عبيد بن عمير، عن عائشة وإسناده صحيح، وأخرج مسلم في " صحيحه " (2574) من