سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١٧٢
جعفر بن المنادي، وخلق.
وكان حجة وفاقا، له قدم راسخ في التقوى، قيل: إنه مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء، رحمة الله عليه. وكان من أعلم الناس بشريك.
قالوا: توفي سنة خمس وتسعين ومئة.
روى عن شريك ستة آلاف حديث.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبرنا عبد الله بن أحمد، أخبرنا هبة الله بن هلال، أخبرنا عبد الله بن علي الدقاق سنة أربع وثمانين وأربع مئة، أخبرنا علي بن محمد المعدل، أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا محمد بن عبيد الله، حدثنا إسحاق بن الأزرق، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع بن جبير، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا حلف في الاسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية، لم يزده الاسلام إلا شدة " (1).

(١) إسناده صحيح، وأخرجه مسلم (٢٥٣٠) في فضائل الصحابة: باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود (٢٩٢٥) في الفرائض: باب في الحلف من طرق عن زكريا بن أبي زائدة بهذا الاسناد. قال ابن الأثير في " النهاية ": أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القبائل والغارات، فذلك الذي ورد النهي عنه في الاسلام بقوله صلى الله عليه وسلم " لا حلف في الاسلام " وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم، وصلة الأرحام، كحلف المطيبين وما جرى مجراه، فذلك الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم " وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة " يريد من المعاقدة على الخير، ونصرة الحق.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»