سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٢٩
وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وهشام بن عروة، وطبقتهم.
وقرأ القرآن على شيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع الامام، وسليمان بن مسلم بن جماز، وبرع في الأداء، وتصدر للحديث، والأقراء، ومنهم من يكنيه أبا إبراهيم، وكان مقرئ المدينة في زمانه.
وقيل: إنه أخذ عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع سماعا، ثم إنه تحول في آخر عمره إلى بغداد، ونشر بها علمه.
فأخذ عنه القراءة الإمام أبو الحسن الكسائي، وأبو عبيد، وسليمان بن داود الهاشمي، وأبو عمر الدوري، وآخرون.
وروى عنه: قتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن سلام البيكندي، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وداود بن عمرو الضبي، ومحمد ابن الصباح الدولابي، وعيسى بن سليمان الشيزري (1)، وأبو همام الوليد بن شجاع، ومحمد بن زنبور، وخلق سواهم.
قال يحيى بن معين: ثقة، مأمون، قليل الخطأ، وهو وأخواه:
محمد وكثير يدينون (2). ورواه أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى. وقيل: هو آخر من روى عن شيبة.

(1) نسبة إلى شيزر: مدينة شامية على العاصي، شمالي غرب حماة تبعد عنها سبعة عشر ميلا تقريبا، وبها قلعة حصينة كانت لآل منقذ الكنانيين، يتوارثونها من أيام صالح بن مرداس سنة 417 ه‍. وبقيت في أيديهم حتى خربت بالزلزال في سنة 552 ه‍، وقتل كل من فيها من بني منقذ تحت أنقاضهم، ولم ينج منهم سوى الأمير أسامة بن منقذ، فإنه لم يكن فيها إذ ذاك. ولما وقف عليها، وشاهد أطلالها الدارسة وآثارها العافية ألف كتابه الطريف " المنازل والديار " المنشور بتحقيقنا.
(2) في " تاريخ ابن معين " ص 31: إسماعيل بن جعفر المدني وأخوه محمد ثقتان جميعا، وانظر " تاريخ بغداد " 6 / 220.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»