سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ١٧٤
19 - رياح * ابن عمرو القيسي العابد، أبو المهاصر، بصري زاهد، متأله، كبير القدر.
سمع مالك بن دينار، وحسان بن أبي سنان، وطائفة. وهو قليل الحديث، كثير الخشية والمراقبة.
روى عنه سيار بن حاتم، وعلي بن الحسن بن أبي مريم، وغيرهما.
قال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا علي بن أبي مريم قال: قال رياح القيسي: لي نيف وأربعون ذنبا، قد استغفرت لكل ذئب مئة ألف مرة.
قال أبو معمر المقعد: نظرت رابعة إلى رياح يضم صبيا من أهله ويقبله. فقالت: أتحبه؟ قال: نعم. قالت: ما كنت أحسب أن في قلبك موضعا فارغا لمحبة غيره، تبارك اسمه. فغشي عليه، ثم أفاق، وقال:
رحمة منه تعالى ألقاها في قلوب العباد للأطفال (1).
سيار: حدثنا رياح بن عمرو، سمعت مالك بن دينار يقول: لا يبلغ العبد منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة، ويأوي إلى مزابل الكلاب (2).

* حلية الأولياء: ٦ / ١٩٢ - ١٩٧، ميزان الاعتدال: ٢ / 61، 62، الطبقات الكبرى للشعراني: 40، الكواكب الدرية للمناوي: 105 وأخباره أيضا مع رابعة العدوية، فيمكن الرجوع إليها في مراجعها التي ستأتي في صدر ترجمتها.
(1) " حلية الأولياء " 6 / 194.
(2) منزلة الصديقين لا تنال بهذا النسك الأعجمي المخالف لما صح عنه صلى الله عليه وسلم من مثل قوله " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " وقوله " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، وخيارهم خيارهم لنسائهم " وقوله: " واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم " وقوله " ومن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن " وقوله " كل شئ ليس فيه ذكر الله، فهو لغو وسهو ولعب إلا أربع خصال: ملاعبة الرجل امرأته.. ". وقوله: " إن لزوجك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا، ولزورك عليك حقا " وقوله: " أما إني أقوم وأرقد، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي، فليس مني " قوله: " لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، قالوا:
وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء ما لا يطيق ". وقد عودنا المصنف رحمه الله أن لا يدع مثل هذا الخبر يمر دون أن يعلق عليه، أو يتناوله بالنقد، وما أدري كيف أغفل ذلك هنا.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»