سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٥٢
حدثني عنه، ثم قال ابن عيينة: اتهموه بالقدر.
أبو داود الطيالسي: عن حماد بن سلمة (1) قال: ما رويت عن ابن إسحاق إلا باضطرار.
الفلاس: سمعت يحيى يقول: قال رجل لابن إسحاق: كيف حديث شرحبيل بن سعد؟ فقال: وأحد يحدث عن شرحبيل؟ ثم قال الفلاس:
العجب من رجل يحدث عن أهل الكتاب، ويرغب عن شرحبيل، وقد حدث عنه يحيى بن سعيد، وعاصم الأحول، ومطر وأبو معشر المديني!
الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله: إلى أين تذهب؟
قال: اذهب إلى وهب بن جرير، أكتب السيرة. قال: يكتب كذبا كثيرا.
قلت: كان وهب يرويها عن أبيه، عن ابن إسحاق، وأشار يحيى القطان إلى ما في السيرة من الواهي من الشعر، ومن بعض الآثار المنقطعة المنكرة، فلو حذف منها ذلك، لحسنت، وثم أحاديث جمة في الصحاح والمسانيد مما يتعلق بالسيرة والمغازي ينبغي أن تضم إليها وترتب، وقد فعل غالب هذا الإمام أبو بكر البيهقي في: " دلائل النبوة " له.
قال علي بن عبد الله: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابن إسحاق شيئا، كان يضعفه. وقال يحيى بن معين: لم يسمع ابن إسحاق من طلحة بن نافع شيئا.
ابن المديني: سمعت يحيى يقول: قال إنسان للأعمش: إن ابن إسحاق حدثنا عن ابن الأسود، عن أبيه بكذا وكذا. فقال: كذب ابن إسحاق، وكذب ابن الأسود، حدثني عمارة بكذا وكذا.

(1) ستأتي ترجمته ص 444.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»