سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٥٠
منه، فإنها روت، كما ذكرنا، عن أسماء بنت أبي بكر، وصح أن ابن إسحاق سمع منها، وما عرف بذلك هشام. أفبمثل هذا القول الواهي يكذب الصادق؟
كلا والله! نعوذ بالله من الهوى والمكابرة، ولكن صدق القاضي أبو يوسف إذ يقول: من تتبع غريب الحديث كذب، وهذا من أكبر ذنوب ابن إسحاق، فإنه يكتب عن كل أحد، ولا يتورع سامحه الله.
وعن يحيى بن سعيد، قلت لهشام: ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر. قال: أهو كان يصل إليها؟.
قلت: ويحتمل أن تكون إحدى خالات ابن إسحاق من الرضاعة، فدخل عليها وما علم هشام بأنها خالة له أو عمة.
يحيى بن آدم: حدثنا ابن إدريس قال: كنت عند مالك، فقال له رجل:
إن محمد بن إسحاق يقول: اعرضوا علي علم مالك فإني بيطاره. فقال مالك: انظروا إلى دجال من الدجاجلة يقول: اعرضوا علي علم مالك. قال ابن إدريس: فما رأيت أحدا جمع الدجالين قبله.
أخبرنا ابن الخلال، أنبأنا جعفر، أنبأنا السلفي، أنبأنا ابن مالك (1)، أنبأنا الخليلي، سمعت جدي والقاسم بن علقمة، سمعنا ابن أبي حاتم، سمعت مسلم بن الحجاج، حدثنا ابن راهويه، سمعت يحيى بن آدم، سمعت ابن إدريس يقول: كنت عند مالك، فقال رجل: كنت بالري عند أبي عبيد الله وزير المهدي، فقال ابن إسحاق: هاتوا اعرضوا علي علوم مالك، فإني أنا بيطارها. فقال مالك: دجال من الدجاجلة يقول هذا!! قال ابن إدريس: لم أسمع بجمع الدجال إلا منه.

(1) ابن ماك هو: أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار بن محمد بن ماك القزويني. (تبصير المنتبه: 4 / 1245).
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»