ابن علي، الهاشمي العباسي.
مولده بإيذج (1) من أرض فارس، سنة سبع وعشرين، وقيل: في سنة ست. وأمه أم موسى الحميرية.
كان جوادا ممداحا معطاء، محببا إلى الرعية، قصابا في الزنادقة، باحثا عنهم، مليح الشكل، قد مر من أخباره في " تاريخي الكبير ".
ولما اشتد، ولاه أبوه مملكة طبرستان، وقد قرأ العلم، وتأدب وتميز.
غرم أبوه أموالا حتى استنزل ولي العهد ابن أخيه عيسى بن موسى من العهد للمهدي، ولما مات المنصور، قام بأخذ البيعة للمهدي الربيع بن يونس (2) الحاجب.
وكان المهدي أسمر مليحا، مضطرب الخلق، على عينه بياض، جعد الشعر، ونقش خاتمه: الله ثقة محمد وبه نؤمن.
يقطونه: أنبأنا أبو العباس المنصوري، قال: لما حصلت الخزائن في يد المهدي، أخذ في رد المظالم، فأخرج أكثر الذخائر، ففرقها، وبر أهله ومواليه، فقيل: فرق أزيد من مئة ألف ألف (3).
وقيل: إنه أثني عليه بالشجاعة، فقال: لم لا أكون شجاعا؟ وما خفت أحدا إلا الله تعالى.