سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٢٣
أبو الربيع، سمعت أبا يعمر بالري يقول: كان أيوب في طريق مكة، فأصاب الناس عطش حتى خافوا. فقال أيوب: أتكتمون علي؟ قالوا: نعم.
فدور رداء، ودعا، فنبع الماء، وسقوا الجمال، ورووا ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان، قال أبو الربيع: فلما رجعت إلى البصرة، حدثت حماد بن زيد بالقصة، فقال: حدثني عبد الواحد بن زيد، أنه كان مع أيوب في هذه السفرة التي كان هذا فيها.
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة، عن أبي المكارم اللبان، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا عثمان بن محمد العثماني، حدثنا خالد بن النضر، حدثنا محمد بن موسى الحرشي، حدثنا النضر بن كثير السعدي، حدثنا عبد الواحد بن زيد قال: كنت مع أيوب السختياني على حراء، فعطشت عطشا شديدا، حتى رأى ذلك في وجهي، وقلت له، قد خفت على نفسي. قال:
تستر علي؟ قلت نعم. فاستحلفني، فحلفت له ألا أخبر أحدا ما دام حيا.
فغمز برجله على حراء، فنبع الماء، فشربت حتى رويت، وحملت معي من الماء.
قلت: لا يثبت هذا، وعثمان تالف (1).
وبه إلى أبي نعيم: حدثنا فاروق، حدثنا هشام بن علي، حدثنا عون ابن الحكم الباهلي، حدثنا حماد بن زيد، قال: غدا علي ميمون أبو حمزة يوم الجمعة، قبل الصلاة، فقال: إني رأيت البارحة أبا بكر، وعمر رضي الله عنهما، في النوم، فقلت لهما: ما جاء بكما؟ قالا: جئنا نصلي على أيوب السختياني. قال: ولم يكن علم بموته. فقيل له: قد مات أيوب البارحة.
قال أبو نعيم الحافظ: أسند أيوب عن أنس بن مالك، وعمرو بن سلمة، وأبي العالية، وأبي رجاء وآخرين.

(1) إسناده مسلسل بالضعفاء، وعبد الواحد بن زيد متروك.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»