سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٢٠٨
هزمته الخراسانية فدخل إلى واسط، فحاصره المنصور مدة، ثم خدعه المنصور، وآمنه، ونكث فدخلوا عليه داره فقتلوه صبرا وابنه داود، ومماليكه، وحاجبه. فسجد لله فنزلوا عليه فهبروه.
وقد كان ولي حلب للوليد بن يزيد. مولده في سنة سبع وثمانين. وعاش خمسا وأربعين سنة.
قال المدائني: كان جسيما، كثير الاكل، ضخما، طويلا، شجاعا، خطيبا، رزقه في السنة ست مئة ألف. وكان يفرقها في العلماء والوجوه.
وعن محمد بن كثير، أن السفاح ألح على أخيه أبي جعفر يأمره بقتل ابن هبيرة، وهو يراجعه لكونه حلف له. فكتب إليه وأنبه ليقتلنه. فولى قتله الهيثم ابن شعبة، وقد ولي أبوه أيضا إمرة العراقين ليزيد بن عبد الملك بعد المئة.
قتل يزيد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وكان أبو مسلم الخراساني هو الذي أغرى السفاح بقتل ابن هبيرة. وكان ابن هبيرة يركب ركبة عظيمة إلى أبي جعفر، فنهاه الحاجب إلى أن بقي في ثلاثة.
104 - عبد الله بن المقفع * أحد البلغاء والفصحاء، ورأس الكتاب، وأولي الانشاء من نظراء عبد الحميد الكاتب. وكان من مجوس فارس فأسلم على يد الأمير عيسى عم السفاح وكتب له، واختص به. قال الهيثم بن عدي: قال له: أريد أن أسلم على يدك بمحضر

(١) تاريخ اليعقوبي ٣ / ١٠٤، الطبري ٩ / ١٨٢، أمالي المرتضى: ١ / ٩٤، أخبار الحكماء (١٤٨)، البداية والنهاية ١٠ / ٩٦، لسان الميزان ٣ / 366، أمراء البيان 99 - 158.
وفي الأصل أثبت لفظ " معا " فوق الفاء من " المقفع " إشارة إلى أن الفاء تضبط: بالفتح والكسر، وكلاهما صحيح، وسيذكر المصنف سبب تلقيبه بذلك.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»