سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٨٨
على أمة شوهاء. قلت: صدق رحمه الله. ففي الحديث: " ألا لا يخلون رجل بامرأة، فإن ثالثهما الشيطان " (1).
روى عفان، عن حماد بن سلمة قال: قدمت مكة، وعطاء حي، فقلت:
إذا أفطرت، دخلت عليه، قال: فمات في رمضان. وكذا ابن أبي ليلى يدخل عليه، فقال لي عمارة بن ميمون: الزم قيس بن سعد، فإنه أفقه من عطاء.
قال الهيثم، وأبو المليح الرقي، وأحمد، وأبو عمر الضرير، وغيرهم:
مات عطاء سنة أربع عشرة ومئة. وقال يحيى القطان: سنة أربع أو خمس عشرة. وقال ابن جريج وابن عيينة والواقدي وأبو نعيم والفلاس: سنة خمس عشرة ومئة. وقال الواقدي: عاش ثمانيا وثمانين سنة. وقال شباب: مات سنة سبع عشرة. فهذا خطأ وابن جريج وابن عيينة أعلم بذلك.
وقد كان بمكة مع عطاء من أئمة التابعين مجاهد، وطاووس، وعبيد بن عمير الليثي، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير المكي، وآخرون.
30 - ابن أبي مليكة * (ع) عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، زهير بن عبد الله بن

(١) قطعة من حديث صحيح أخرجه أحمد ١ / ١٨، والترمذي (٢١٦٦) في الفتن: باب ما جاء في لزوم الجماعة من حديث محمد بن سوقه، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، فقال: " أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف، ويشهد الشاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة، فليلزم الجماعة، من سرته حسنته، وساءته سيئته، فذلكم المؤمن " وإسناده صحيح، وصححه الحاكم ١ / ١١٣ و ١١٥ ووافقه المؤلف في " مختصره ".
* طبقات ابن سعد ٥ / ٤٧٣، طبقات خليفة: ٢٥٧، تاريخ البخاري ٥ / ١٣٧، التاريخ الصغير ١ / ٢٨٣، الجرح والتعديل ٥ / ٩٩، تهذيب الكمال: ٧٠٨، تذهيب التهذيب ٢ / ١٤٦ / ١، تذكرة الحفاظ ١ / ١٠١، العبر ١ / ١٤٥، تاريخ الاسلام ٤ / ٢٦٧، العقد الثمين ٥ / ٢٠٤، طبقات القراء ١ / ٤٣٠، تهذيب التهذيب ٥ / 306، النجوم الزاهرة 1 / 276، طبقات الحفاظ: 41، خلاصة تذهيب الكمال: 205، شذرات الذهب 1 / 153.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»