سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٤٧
لك، فلا تسألن عنه أحدا.
قال ابن معين وأبو زرعة: طاوس ثقة.
قال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، مستجاب الدعوة، حج أربعين حجة.
وكيع، عن أبي عبد الله الشامي، وقيل: وكيع، عن أبيه، عن أبي عبد الله الشامي، قال: استأذنت على طاووس لأسأله عن مسألة، فخرج علي شيخ كبير فظننته هو، فقال: لا، أنا ابنه، قلت: إن كنت ابنه، فقد خرف أبوك، قال: تقول ذاك! إن العالم لا يخرف، قال: فدخلت، فقال لي طاووس: سل وأوجز، وإن شئت علمتك في مجلسك هذا القرآن والتوراة والإنجيل، قلت:
إن علمتنيهم لا أسألك عن شئ، قال: خف الله مخافة لا يكون شئ عندك أخوف منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه، وأحب للناس ما تحب لنفسك.
وروى عبد الرزاق، عن أبيه قال: كان طاووس يصلي في غداة باردة مغيمة، فمر به محمد بن يوسف أخو الحجاج، أو أيوب بن يحيى في موكبه، وهو ساجد، فأمر بساج أو طيلسان مرتفع فطرح عليه، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته، فلما سلم، نظر فإذا الساج عليه، فانتفض ولم ينظر إليه، ومضى إلى منزله (1).
ليث، عن طاووس قال: ما من شئ يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه، حتى أنينه في مرضه.
هشام بن حجير عن طاووس قال: لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج.

(1) حلية الأولياء 3 / 4.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»