سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٤
قال يحيى بن معين: قال أهل حمص: هو من كبار التابعين، وأنكروا أن تكون له صحبة.
قلت: هذا يحمل على إنكارهم الصحبة التامة لا الصحبة العامة.
أحمد في " مسنده " (1) حدثنا سريج (2) بن النعمان، حدثنا بقية عن محمد بن زياد، حدثني أبو عنبة - قال سريج: وله صحبة -: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أراد الله بعبد خيرا عسله " قيل: وما عسله (3)؟ قال: " يفتح له عملا صالحا، ثم يقبضه عليه ".
قال محمد بن سعد: له صحبة.
وقال أبو زرعة الدمشقي: أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي. وصحب معاذا، أخبرني بذلك حياة عن بقية، عن ابن زياد (4).

(1) 4 / 200 ورجاله ثقات، وذكره الهيثمي في " المجمع "، ونسبه لأحمد والطبراني، وقال: وفيه بقية مدلس، وقد صرح بالسماع في " المسند " وبقية رجاله ثقات. كذا قال، مع أنه ليس في المطبوع من " مسند أحمد " التصريح بالسماع، لكن في الباب ما يقويه، فقد روى أحمد في " المسند " 5 / 224 من حديث عمرو بن الحمق أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا أراد الله بعبد خيرا، استعمله " قيل: وما استعمله؟ قال: " يفتح له عمل صالح بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله " وسنده حسن، وصححه ابن حبان (1822)، وأخرج أحمد 3 / 106 و 120 و 230، والترمذي (2142) من حديث أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله " قيل: كيف استعمله؟ قال " يوفقه لعمل صالح قيل الموت، ثم يقبضه عليه، وصححه ابن حبان (1821) والحاكم، وقال الترمذي:
حسن صحيح.
(2) تصحف في المطبوع إلى " شريح ".
(3) قال ابن الأثير: العسل: طيب الثناء، مأخوذ من العسل، يقال: عسل الطعام يعسله: إذا جعل منه العسل، شبه ما رزقه الله تعالى من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذي يجعل فيه الطعام فيحلولي به ويطيب.
(4) " تاريخ دمشق " لأبي زرعة 1 / 351، وحياة هو ابن شريح، وبقية: هو ابن الوليد، وابن زياد: هو محمد بن زياد الالهاني.
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»