سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٥
روى ابن جريج، عن رجل ضرير (1)، عن عطاء قال: خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر بمصر، ليسأله عن حديث، فالتقاه مسلمة، وعانقه (2).
قال الواقدي وغيره: توفي النبي صلى الله عليه وسلم ولمسلمة بن مخلد أربع عشرة سنة.
وقال البخاري، والدار قطني، وابن يونس: له صحبة.
وشذ أبو حاتم فقال: ليست له صحبة (3).
وورد أن عمر بعث مسلمة عاملا على صدقات بني فزارة.
قال الليث: عزل عقبة بن عامر عن مصر في سنة سبع وأربعين، فوليها مسلمة حتى مات زمن يزيد.
وقال مجاهد: صليت خلف مسلمة بن مخلد، فقرأ سورة البقرة، فما ترك واو ولا ألفا.

(1) هو أبو سعد المكي الأعمى وهو مجهول لم يرو عنه سوى ابن جريج.
(2) أخرجه الحميدي في " مسنده " (384)، ومن طريقه الخطيب البغدادي في " الرحلة " (34) حدثنا سفيان، حدثنا ابن جريج، قال: سمعت أبا سعد الأعمى، يحدث عن عطاء بن أبي رباح قال: خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر وهو بمصر، يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وغير عقبة، فلما قدم، أتى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري وهو أمير مصر، فأخبر به، فعجل، فخرج إليه، فعانقه، ثم قال: ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغير عقبة، فابعث من يدلني على منزله، قال: فبعث معه من يدله على منزل عقبة، فأخبر عقبة، فعجل، فخرج إليه فعانقه، وقال: ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يبق أحد سمعه غيري وغيرك في ستر المؤمن. قال عقبة: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ستر مؤمنا في الدنيا على خزية، ستره الله يوم القيامة " فقال أبو أيوب: صدقت، ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته، فركبها راجعا إلى المدينة، فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد إلا بعريش مصر. وهو في " المسند " 4 / 153 مختصرا، وللحديث طرق أخرى يتقوى بها انظرها في " الرحلة " (35) و (36) و (37)، و " مجمع الزوائد " 1 / 134.
(3) " الجرح والتعديل " 8 / 265، 266.
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»