سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢
وذكر الحديث في العشرة المشهود لهم بالجنة، لسعيد بن زيد (1).
حجاج الصواف: حدثني إياس بن معاوية، عن أبيه قال: لما كان يوم القادسية، ذهب المغيرة بن شعبة في عشرة إلى صاحب فارس، فقال: إنا قوم مجوس، وإنا نكره قتلكم لأنكم تنجسون علينا أرضنا. فقال: إنا كنا نعبد الحجارة حتى بعث الله إلينا رسولا، فاتبعناه، ولم نجئ لطعام، بل أمرنا يقتال عدونا، فجئنا لنقتل مقاتلتكم، ونسبي ذراريكم. وأما ما ذكرت من الطعام فما نجد ما نشبع منه، فجئنا فوجدنا في أرضكم طعاما كثيرا وماء، فلا نبرح حتى يكون لنا ولكم. فقال العلج: صدق. قال: وأنت تفقأ عينك غدا، ففقئت عينه بسهم.
قال عبد الملك بن عمير: رأيت زيادا واقفا على قبر المغيرة يقول:
إن تحت الاحجار حزما وعزما * وخصيما ألد ذا معلاق (2) حية في الوجار أربد لا ينفع؟؟ منه السليم نفثة راق (3) وقال الجماعة: مات أمير الكوفة المغيرة في سنة خمسين في شعبان، وله سبعون سنة.
وله في " الصحيحين " اثنا عشر حديثا، وانفرد له البخاري بحديث، ومسلم بحديثين (4).

(1) انظر تتمة الحديث في " سنن أبي داود " (4648) و (4649) و (4650)، والترمذي (3749) و (3758).
(2) يقال: رجل معلاق، وذو معلاق، أي: خصم شديد الخصومة يتعلق بالحجج ويستدركها، والمعلاق: اللسان البليغ، ورواه ابن دريد: ذا مغلاق، قال الزمخشري عن المبرد:
من رواه بالعين المهملة، فمعناه: إذا علق خصما لم يتخلص منه، وبالغين المعجمة، فتأويله: يغلق الحجة على الخصم، انظر " تاج العروس ": علق. والبيتان لمهلهل في رثاء أخيه كليب.
(3) انظر " الأغاني ": 16 / 92، و " أسد الغابة ": 5 / 249، و " الصحاح ":
علق.
(4) انظر " البخاري ": 1 / 265 و 2 / 275 و 438 و 3 / 13 و 130 و 6 / 189 - 190، و 8 / 449، و 12 / 155 و 13 / 80 - 81 و 249. و " مسلم ": (4) في المقدمة، و (189) و (274) و (593) و (915) و (933) و (1499) و (1682) و (1921) و (2135) و (2152) و (2819) و (2939).
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»