سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٨٤
بذلك، وقد ثبت سماع الحسن من سمرة، ولقيه بلا ريب، صرح بذلك في حديثين (1).
معاذ بن معاذ: حدثنا شعبة، عن أبي مسلمة (2)، عن أبي نضرة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعشرة - في بيت - من أصحابه: " آخركم موتا في النار " فيهم سمرة بن جندب. قال أبو نضرة: فكان مسرة آخرهم موتا.
هذا حديث غريب جدا، ولم يصح لأبي نضرة سماع من أبي هريرة، وله شويهد.
روى إسماعيل بن حكيم، عن يونس، عن الحسن، عن أنس بن حكيم، قال: كنت أمر بالمدينة، فألقى أبا هريرة، فلا يبدأ بشئ حتى يسألني عن سمرة، فإذا أخبرته ب؟ يأته، فرح، فقال: إنا كنا عشرة في بيت، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوهنا، ثم قال: " آخركم موتا في النار " فقد مات منا ثمانية، فليس شئ أحب إلي من الموت (3).

(1) الأول: حديث " الغلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويسمى، ويحلق رأسه " أخرجه من رواية قتادة، عن الحسن، عن سمرة أحمد 5 / 7 و 17 و 22، وأبو داود (2838).
والنسائي 7 / 166، والترمذي (1522). وإسناده صحيح، ففي البخاري 9 / 511 في العقيقة: حدثني عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال:
أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة؟ فسألته: فقال: من سمرة بن جندب.
والثاني: حديث " قلما خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة إلا أمر فيها بالصدقة، ونهى عن المثلة " أخرجه أحمد 5 / 12 من طريق هشيم، حدثنا حميد، عن الحسن، قال: جاءه رجل، فقال: إن عبدا له أبق، وإنه نذر إن قدر عليه أن يقطع يده، فقال الحسن: حدثنا سمرة قال: فذكره.
(2) هو سعيد بن يزيد بن مسلمة الأزدي البصري ثقة روى له الستة، وقد تحرف في المطبوع إلى " سلمة ".
(3) لا يصح، إسماعيل بن حكيم هو الخزاعي صاحب الزيادي ترجمه ابن أبي حاتم 2 / 165، فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأنس بن حكيم مجهول.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»