سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٩
رفاعة، قال: كتب معاوية إلى عثمان: إن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله، فإما أن تكفه إليك، وإما أن أخلي بينه وبين الشام.
فكتب إليه: أن رحل عبادة حتى ترجعه إلى داره بالمدينة.
قال: فدخل على عثمان، فلم يفجأه إلا به وهو معه في الدار، فالتفت إليه، فقال: يا عبادة ما لنا ولك؟ فقال عبادة بين ظهراني الناس، فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى، ولا تضلوا بربكم " (1).
يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة،

(1) إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عياش في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، وأخرجه أحمد في " المسند " 5 / 325 بنحوه من طريق الحكم بن نافع، عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن خثيم به، وذكره الهيثمي في " المجمع " 5 / 226، وقال:
رواه أحمد بطوله، ولم يقل: عن إسماعيل، عن أبيه، ورواه عبد الله، فزاد عن أبيه، وكذلك الطبراني، ورجالهما ثقات إلا أن إسماعيل بن عياش رواه عن الحجازيين، وروايته عنهم ضعيفة.
وأما قوله: سيلي أموركم بعدي... الخ الحديث، فصحيح، أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في " زوائد المسند " 5 / 329 من طريق سويد بن سعيد، عن يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه عبيد، عن عبادة بن الصامت، وأخرجه الحاكم 3 / 356، من طريق عبد الله بن واقد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبادة.
وأخرجه أيضا من طريق سعيد بن منصور، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن عبادة، وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أحمد 1 / 399، 400، وابن ماجة (2865) بسند قوي، ولفظه: " سيلي أموركم بعدي رجال يطفؤون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها " فقلت: يا رسول الله: إن أدركتهم، كيف أفعل؟ قال: " تسألني يا ابن أم عبد كيف تفعل؟ لاطاعة لمن عصى الله ".
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»