سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ١٤١
لا لرغبة في أمواله ولا لرهبة من (1) عشيرته ورجاله، ويحك! أيفعل هذا من له مسكة عقل؟ ولو جاز هذا على واحد لما جاز على جماعة، ولو جاز وقوعه من جماعة، لاستحال وقوعه، والحالة هذه، من ألوف من سادة المهاجرين والأنصار، وفرسان الأمة، وأبطال الاسلام، لكن لا حيلة في برء الرفض فإنه داء مزمن، والهدى نور يقذفه الله في قلب من يشاء، فلا قوة إلا بالله.
حديث مشترك، وهو منكر جدا. رواه الطبراني في " المعجم الكبير " حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، وقال أبو عمرو بن حمدان: حدثنا الحسن بن سفيان، في مسنده، قالا: حدثنا نصر بن علي، حدثنا عبد المؤمن بن عباد العبدي، حدثنا يزيد بن معن، حدثني عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى، رضي الله عنه، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة، فجعل يقول: أين فلان، أين فلان؟ فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا، فقال: إني محدثكم بحديث فاحفظوه، وعوه:
إن الله اصطفى من خلقه خلقا يدخلهم الجنة، وإني مصطف منكم ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة. قم يا أبا بكر! فقام، فقال: إن لك عندي يدا، إن الله يجزيك بها، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي، ادن يا عمر! فدنا، فقال: قد كنت شديد الشغب علينا، فدعوت الله أن يعزبك الدين أو بأبي جهل، ففعل الله بك ذلك " وأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة، ثم آخى بينه وبين أبي بكر، ثم دعا عثمان، فلم يزل يدنيه حتى ألصق ركبته بركبته، ثم نظر إلى السماء، فسبح ثلاثا، ثم قال: إن لك شأنا في أهل السماء، أنت ممن يرد علي الحوض، وأوداجه تشخب، فأقول:

(1) تحرفت في المطبوع إلى " في ".
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»