تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٤٥٥
روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم (د س).
روى عنه: ابنه عبد الرحمان بن جابر بن عتيك (د)، وابن أخيه عتيك بن الحارث بن عتيك (د س)، وابنه أبو سفيان بن جابر ابن عتيك.
روى له أبو داود، والنسائي (1).

(1) قال بشار: لنا على هذه الترجمة جملة ملاحظات، وفيها جملة إشكالات تحتاج إلى حل وتوضيح، فالحافظ ابن حجر أنكر أن يكون هذا أخا لجبر بن عتيك الآتية ترجمته بسبب اختلاف النسب بينهما - ليس عند المؤلف المزي، ولكن عنده -، والمزي نفسه جعل جابر بن عتيك وجبر بن عتيك واحدا في كتابه " تحفة الاشراف " 2 / 402، ثم وجدنا اختلافا بين العلماء حول شهوده بدرا، وقد جعلهم الحافظ ابن حجر بعد كل هذا أربعة هم:
أ - جابر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية الأوسي الأنصاري، شهد بدرا والمشاهد، روى عنه عتيك بن الحارث بن عتيك حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب، وهو الذي رواه أبو داود والنسائي، ولكن رواه ابن ماجة من طريق أبي أسامة وغيره عن أبي العميس، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أبيه عن جده. وأخرجه النسائي من طريق أبي العميس هذا لكن لم يقل عن أبيه عن جده.
ب - جابر بن عتيك بن النعمان بن عتيك الأنصاري، أبو عبد الله: روى عنه ابنه أبو سفيان حديث " من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة ".
ج‍ - جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة الأنصاري السلمي، يشترك مع الأول في اسمه واسم أبيه وجده، ويختلف في شهود هذا أحدا، وهو والد عبد الملك بن جابر بن عتيك الذي حدث عن جابر بن عبد الله.
د - جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة بن الحارث، شهد بدرا، وقيل إنه أخو جابر بن عتيك، وكانت معه راية قومه يوم الفتح، وقال ابن سعد: هم ثلاثة أخوة: جابر وعبد الله وكان جبر أكبرهم.
والملاحظ أن المزي في " التهذيب " نسب حديث عودة النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن ثابت والبكاء على الميت إلى جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب وجعل له ولدين راويين عنه هما: عبد الرحمان بن جابر، وأبو سفيان بن جابر، ثم ابن عمهما عتيك بن الحارث بن عتيك. ثم أفرد " جبر بن عتيك " وجعله أخا لجابر بن عتيك بن قيس الأسود بن مري بن كعب، وذكر من الرواة عنه ابنه عبد الله بن جبر (عند ابن ماجة) وعبد الملك بن عمير (عند النسائي) في الحديث نفسه الذي ذكره في ترجمة جابر بن عتيك، وهو حديث البكاء على الميت. ثم عاد فجعل " جابر بن عتيك " " وجبر بن عتيك " واحدا حينما تناولهما في " تحفة الاشراف "، فقال: جابر بن عتيك - ويقال: جبر بن عتيك الأنصاري "، وقد عاب عليه ذلك الحافظ ابن حجر، بل وهمه في جعله إياهما ترجمة واحدة (تهذيب: 2 / 60).
قال بشار: مما تقدم، ومن دراسة التراجم في كتب الصحابة يتبين ما يأتي:
أولا: أن هذه الأحاديث، ومنها حديث " البكاء على الميت " هي لجابر بن عتيك بن قيس بن الحارث ابن هيشة الذي شهد بدرا، وأن المزي ربما وهم فنسب الحديث إلى " جابر بن عتيك بن قيس بن الأسود " الذي لم يثبت شهوده بدرا.
ثانيا: أن جابر بن عتيك هو جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة، ويدفعنا إلى ذلك أمور منها:
أ - الاتحاد في رواية الحديث، ولذلك جعلهما المزي في " التحفة " واحدا.
ب - قول ابن إسحاق: إن الذي شهد بدرا هو جابر عتيك، ويقال: جبر بن عتيك.
ج‍ - وهذا الاختلاف في شهوده بدرا إنما جاء من التسمية حسب، فقد روى الطبراني في معجمه الكبير (1769) بسنده إلى عروة أن ممن شهد بدرا من الأنصار ثم من بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف: جبر بن عتيك بن الحارث بن قيس. ثم روى بسنده إلى موسى بن عقبة (1770) عن ابن شهاب الزهري في تسمية من شهد بدرا من الأنصار ثم من بني معاوية بن مالك بن عوف: جبر بن عتيك بن الحارث. وذكر الطبراني كل هذا في مسند " جابر بن عتيك الأنصاري، بدري، ويقال: جبر ".
ثالثا: وعلى هذا فإن إفراد المزي لهاتين الترجمتين في " التهذيب " فيه نظر، وجعلهما واحدا في " التحفة " جيد، وتوهيم الحافظ ابن حجر للمزي في جعلهما واحدا فيه نظر أيضا. والله سبحانه أعلم بالصواب.
(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»