تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٤١١
فسل. قال: فسأله عن بضع وسبعين مسألة، فما اختلفا يومئذ إلا في ثلاث مسائل، أو أربع، رده فيها إياس إلى قوله، ثم قال: يا ابن شبرمة. هل قرأت القرآن؟ قال نعم من أوله إلى آخره، قال: فهل قرأت: {اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي} (1)؟
قال نعم. وما قبلها وما بعدها. قال: فهل وجدته بقي لآل شبرمة شيئا ينظرون فيه؟ قال: فقال: لا. فقال له إياس: إن للنسك فروعا. قال: فذكر الصوم، والصلاة، والحج، والجهاد، وإني لا أعلمك تعلقت من النسك بشئ أحسن من شئ في يدك، النظر في الرأي. وقال عمر بن شبة: حدثني محمد بن محمد الباهلي قال:
حدثنا الواشجي قال: حدثني عمر بن علي، عن أبي العباس الهلالي قال: قدم إياس واسطا، فقال الناس: قدم البصري، قدم البصري! فقال ابن شبرمة: انطلقوا بنا إلى البصري نسأله، قال:
فجاء فسلم وجلس. فقال: أتأذن - أصلحك الله - أن نسألك؟ فقال: ما ارتبت بك حتى استأذنتني، فإن كانت لا تؤذي الجليس. ولا تشق على المسؤول. قال فسأله عن ثنتين وسبعين مسألة. كلها يختلفان فيها، فيرده إياس إلى قوله، إلا مسألتين، فإنهما كانا على الاختلاف فيهما.
وقال عبد الله بن إدريس عن أبيه عن ابن شبرمة: قال لي إياس ابن معاوية: إياك وما يستشنع الناس من الكلام، وعليك بما يعرف الناس من القضاء.
وقال يحيى بن يحيى (مق) (2): أخبرنا عمر بن علي بن مقدم،

(1) المائدة / 3.
(2) مقدمة صحيح مسلم، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع (1 / 11).
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»