تهذيب الكمال - المزي - ج ٢ - الصفحة ١٨٩
أيضا في حديثه الكثير، فلم أجد فيه منكرا، إلا عن شيوخ يحتملون.
وقد (1) حدث عنه ابن جريج والثوري وعباد بن منصور، ويحيى بن أيوب المصري وغيرهم من الكبار، وهؤلاء أقدم موتا منه وأكبر سنا، وله أحاديث كثيرة، وله كتاب الموطأ، أضعاف موطأ مالك، ونسخ كثيرة. وهذا الذي قاله ابن سعيد كما قال، وقد نظرت أنا في أحاديثه وتبحرتها، وفتشت الكل منها، فليس فيها حديث منكر، وإنما يروى المنكر من قبل الراوي عنه، أو من قبل شيخه لا من قبله، وهو في جملة من يكتب حديثه، وقد وثقه الشافعي وابن الأصبهاني وغيرهما.
قيل: إنه مات سنة أربع وثمانين ومئة.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: حدث عنه يزيد بن عبد الله بن الهاد، والحسن بن عرفة، وبين وفاتيهما مئة وثماني عشرة سنة، وحدث عنه ابن جريج وبين وفاته ووفاة الحسن بن عرفة مئة سنة وثمان سنين، وقيل: مئة وسبع، وقيل: مئة وست، وحدث عنه عباد بن منصور الناجي قاضي البصرة، وبين وفاته ووفاة ابن عرفة مئة وخمس سنين.
روى ابن ماجة عن أحمد بن يوسف، عن عبد الرزاق، وعن أبي عبيدة بن أبي السفر عن حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة حديث: " من مات مريضا مات شهيدا " (2). هكذا قاله غير واحد عن ابن

(١) وردت هذه الفقرة في آخر ترجمة ابن عدي له في الكامل: ٢ / الورقة 31 - 32 كما جاء قسم منها في الورقة 24. وقد نبهنا قبل هذا إلى أننا نعتمد رواية حمزة بن يوسف السهمي، وهي غير التي اعتمدها المزي.
(2) أخرجه ابن ماجة (1615) من طريقين عن ابن جريج: أخبرني إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتنة القبر، وغدي وريح عليه برزقه من الجنة ".
قال البوصيري في " الزوائد " 105: هذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن محمد كذبه مالك.
ويحيى بن سعيد القطان وابن معين، وقال الإمام أحمد: قدري معتزلي جهمي كل بلاء فيه، وقال البخاري: جهمي تركه ابن المبارك والناس. وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في كتاب الموضوعات، وأعله بإبراهيم بن محمد. (ش).
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»