وكان شيخ القضاء والشهود في وقته وآخر من بقي من شهود الزينبي وكان فقيها فاضلا على مذهب أبي حنيفة عارفا بالاحكام والقضايا ورعا متدينا عفيفا نزها عليه مهابة ووقار وله جلالة في النفوس ومكانة وعلى وجهه أنوار الطاعة وهيبة الدين وكان يقيم جاه الشرع ويستوي عنده القوي والضعيف والشريف والدني في مجلس الحكم وإذا وجب حق على فقير وسأل صاحب الحق حبسه أدى عنه من ماله مع قلة ذات يده بقي نيفا وخمسين سنة يشهد ويقضي بين الناس على أحسن طريقة وأجمل سيرة بشكره الخاص والعام سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وأبي نصر أحمد بن محمد بن عبد الملك الأسدي وأبي محمد يحيى بن علي بن الطراح وأبي الفتح مفلح بن أحمد الدومي وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم.
حدث بكتاب (السنن) لابي داود السجستاني وكتاب (النسب) للزبير بن بكار عن أبي الحسين بن الفراء وبغير ذلك من الاجزاء كتبت عنه وكان ثقة نبيلا لم أر مثله في معناه.
أخبرنا القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل الساوي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين قراءة عليه في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان قال: أنبأنا أبو خليفة حدثنا عبد الرحمن ابن سلام حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أكثروا الصلاد علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا) (1).
أخبرنا القاضي أبو محمد بن الساوي قراءة عليه أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد ابن عمر الحريري قراءة عليه أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدايني حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا شبابة حدثنا حدثني أبو العطوف قال: سمعت الزهري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: (هل قلت في أبي بكر قيلا)؟ قال: نعم