الرد على أبي بكر الخطيب البغدادي - ابن النجار البغدادي - الصفحة ٢٢
الأشخاص فالمراد فعل كل واحد على حدة قال الله تعالى: (يا بنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) فما أراد أن كل واحد يدخل من جميع الأبواب. ومثل ذلك قوله تعالى: (يخرجون من الأجداث) فكل يخرج من جدثه ألا ترى إلى ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رجل فقال: يا رسول الله إني جعلت لقومي مالا ليسلموا وقد أسلموا وقد شحت نفسي فيما جعلت لهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم (إن أسلموا وإلا سيرنا لهم الخيل - أي الخيالة - كلا على فرسه) فأضاف جماعة الأفعال إلى جماعة الأشخاص وقوله تعالى: (واسأل القرية) دليل على ما ذكرت من المعنى أي أهل القرية. فالنبي عليه السلام ما أراد إرسال الخيل هدية ولا أراد إلا حربهم. ولو قال إن دخلتما هذه الدار وإن دخلتما هذه الدار فأنتما طالقان، فدخلت كل واحدة منهما دارا يقع حتى يدخلا جميعا الدارين، لأنه جعل لكل يمين شرطا وجزاء على حدة ولم يضف جماعة الأفعال إلى جماعة الأشخاص، ألا ترى أن كل يمين منهما جملة من شرط وجزاء، فما لم يوجد لكل شرط جزاؤه لا يقع فصار كما إذا قال إن كلمت زيدا فعبدي حر وإن كلمت عمرا فامرأتي طالق. ألا ترى أنه لو اقتصر على إحدى الجملتين كانت يمينا تامة، وألا ترى أنه لو قال إن دخلتما هذه الدار فأنتما طالقان اليوم، وإن دخلتما هذه الدار أنتما طالقان غدا. وإن دخلتا الدار الأولى طلقتا اليوم، وإن دخلتا الدار الأخرى طلقتا غدا.
* * * بسم الله الرحمن الرحيم لما كان بتاريخ المحرم سنة خمس عشرة وستمائة ورد كتاب من الموصل من الشريف النقيب جمال الدين بن عبيد الله على القاضي شرف الدين بن عنين ونسخته -:
كنت منذ زمن طويل تأملت كتاب (الجامع الكبير): لمحمد بن الحسن رحمه الله وارتقم على خاطري منه شئ والكتاب في فنه عجيب غريب لم يصنف مثله، وفى هذه الأيام عاودت نظري فيه وتأملته وأحضرت الشرح الذي شرحه الاسبيجابي رحمه الله وهو على كل حال عجمي اللسان لا سيما إذا تكلم في المسائل المتعلقة بالعربية من نحو وغيره فإنه يقصر في بعض المواضع ويخطئ في بعض وأوثر منك - أبقاك الله - إن تسأل عن شبهة أذكرها لك وتحقق القول فيها مع الشيخ جمال الدين
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»