عمر خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجرى الكتاب من عمر أمير المؤمنين من ذلك اليوم وقيل إن عمر قال إن أبا بكر كان يقال له يا خليفة رسول الله ويقال لي يا خليفة خليفة رسول الله وهذا يطول أنتم المؤمنون وأنا أميركم وقيل إن المغيرة ابن شعبة قال له ذلك والله أعلم (وأما سيرته) فإنه فتح الفتوح ومصر الأمصار ففتح العراق والشام ومصر والجزيرة وديار بكر وأرمينية وأذربيجان وأرانية وبلاد الجبال وبلاد فارس وخوزستان وغيرها وقد اختلف في خراسان فقال بعضهم فتحها عمر ثم انتقضت بعده ففتحها عثمان وقيل إنه لم يفتحها وانما فتحت أيام عثمان وهو الصحيح وأدر العطاء على الناس ونزل نفسه بمنزلة الأجير وكآحاد المسلمين في بيت المال ودون الدواوين ورتب الناس على سابقتهم في العطاء والاذن والاكرام فكان أهل بدر أول الناس دخولا عليه وكان علي أولهم وكذلك فعل بالعطاء وأثبت أسماءهم في الديوان على قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ ببني هاشم والأقرب فالأقرب أنبأنا القاسم بن علي بن الحسن اجازة أنبأنا أبي أنبأتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت أنبأنا أبو بكر أحمد بن الخطيب أنبأنا أبو بكر الحيري أنبأنا أبو العباس الأصم أنبأنا الربيع قال قال الشافعي أخبرني عمي محمد ابن علي بن شافع عن الثقة أحسبه محمد بن علي بن الحسن أو غيره عن مولى لعثمان ابن عفان قال بينا أنا مع عثمان في مال له بالعالية في يوم صائف إذ رأى رجلا بسوق بكرين وعلى الأرض مثل الفراش من الحر فقال ما على هذا لو أقام بالمدينة حتى يبرد ثم يروح ثم دنا الرجل فقال انظر من هذا فنظرت فقلت أرى رجلا معتما بردائه بسوق بكرين ثم دنا الرجل فقال انظر فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقلت هذا أمير المؤمنين فقام عثمان فأخرج رأسه من الباب فأذاه نفح السموم فأعاد رأسه حتى حاذاه فقال ما أخرجك هذه الساعة فقال بكران من إبل الصدقة تخلفا وقد مضى بابل الصدقة فأردت ان ألحقهما بالحمى وخشيت ان يضيعا فيسألني الله عنهما فقال عثمان يا أمير المؤمنين هلم إلى الماء والظل ونكفيك فقال عد إلى ظلك فقلت عندنا من يكفيك فقال عد إلى ظلك فمضى فقال عثمان من أحب ان ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا فعاد إلينا فألقى نفسه روى السري بن يحيى حدثنا يحيى بن مصعب الكلبي حدثنا عمر بن نافع الثقفي عن أبي بكر العبسي قال دخلت حين الصدقة مع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب فجلس
(٧١)