فقال ألا اني قد أجرت ابن أختي قال فانكشف الناس عني وكنت لا أشاء ان أرى أحدا من المسلمين يضرب الا رأيته وانا لا أضرب قال فقلت ما هذا بشئ حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين قال فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالي فقلت اسمع فقال ما أسمع قال قلت جوارك عليك رد قال فقال لا تفعل يا ابن أختي قال قلت بل هو ذاك فقال ما شئت قال فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الاسلام أنبأنا أبو جعفر بن أحمد بن علي باسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال ثم إن قريشا بعثت عمر بن الخطاب؟ هو يومئذ مشرك في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله في دار في أصل الصفا فلقيه النحام وهو نعيم بن عبد الله ابن أسيد وهو أخو بني عدي بن كعب قد أسلم قبل ذلك وعمر متقلد سيفه فقال يا عمر أين تريد نقال أعمد إلى؟ الذي سفه أحلام قريش وشتم آلهتهم وخالف جماعتهم فقال النحام والله لبئس الممشى مشيت يا عمر ولقد فرطت وأردت هلكة عدي بن كعب أو تراك تفلت من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا فتحاورا حتى ارتفعت أصواتهما فقال له عمر اني لأظنك قد صبوت ولو أعلم ذلك لبدأت بك فلما رأى النحام انه غير منته قال فاني أخبرك ان أهلك وأهل ختنك قد أسلموا وتركوك وما أنت عليه من ضلالتك فلما سمع عمر تلك يقولها قال وأيهم قال ختنك وابن عمك وأختك فانطلق عمر حتى أتى أخته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتته طائفة من أصحابه من ذوي الحاجة نظر إلى أولى السعة فيقول عندك فلان فوافق ذلك ابن عم عمر وختنه زوج أخته سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حباب بن الأرت وقد أنزل الله تعالى طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وذكر نحو ما تقدم وفيه زيادة ونقصان قال ابن إسحاق فقال عمر عند ذلك يعني اسلامه والله لنحن بالاسلام أحق ان نبادي منا بالكفر فليظهرن بمكة دين الله فان أرادوا قومنا بغيا علينا ناجزناهم وان قومنا أنصفونا قبلنا منهم فخرج عمر وأصحابه فجلسوا في المسجد فلما رأت قريش اسلام عمر سقط في أيديهم وقال ابن إسحاق حدثني نافع عن ابن عمر قال لما أسلم عمر ابن الخطاب قال أي أهل مكة أنقل للحديث فقالوا جميل بن معمر فخرج عمر وخرجت وراء أبي وأنا غليم أعقل كل ما رأيت حتى أتاه فقال يا جميل هل علمت اني أسلمت فوالله ما راجعه الكلام حتى قام يجر رداءه وخرج عمر يتبعه وأنا مع
(٥٦)