ونوفل بن الحارث وأسلم عقيب ذلك وقيل إنه أسلم قبل الهجرة وكان يكتم اسلامه وكان بمكة يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين وكان من بمكة من المسلمين يتقوون به وكان لهم عونا على اسلامهم وأراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامك بمكة خير فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من لقى العباس فلا يقتله فإنه أخرج كرها وقصة الحجاج بن علاط تشهد بذلك وقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء أخبرنا أبو الفضل الطبري الفقيه باسناده إلى أبى يعلى الموصلي قال حدثنا شعيب بن سلمة بن قاسم الأنصاري من ولد رفاعة بن رافع بن خديج حدثنا أبو مصعب إسماعيل بن قيس بن زيد بن ثابت حدثنا أبو حازم عن سهل ابن سعد الساعدي قال استأذن العباس بن عبد المطلب النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فقال له يا عم أقم مكانك الذي أنت به فان الله تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة ثم هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد معه فتح مكة وانقطعت الهجرة وشهد حنينا وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس بحنين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمه ويكرمه بعد اسلامه وكان وصولا لأرحام قريش محسنا إليهم ذا رأى سديد وعقل غزير وقال النبي صلى الله عليه وسلم له هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأصلها وقال هذا بقية آبائي أخبرنا إبراهيم بن محمد وإسماعيل بن علي وغيرهما قالوا باسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن العباس دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مغضبا وانا عنده فقال ما أغضبك فقال يا رسول الله مالنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير تلك قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ثم قال والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله ثم قال أيها الناس من آذى عمى فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه وأخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي أخبرنا عمر بن شاهين أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير
(١١٠)