أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ١٩٧
قال اللهم أخلفني في أهلي بخير فخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجه أم سلمة فصارت أما للمؤمنين وصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا لأولاده عمر وسلمة وزينب ودرة أخرجه الثلاثة (قلت) قال ابن منده ان أبا سلمة شهد بدرا واحدا وحنينا والمشاهد ثم قال بعد هذا القول انه مات بالمدينة زمن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من بدر فمن مات لما رجع من بدر كيف يشهد حنينا وكانت سنة ثمان وقوله انه مات لما رجع من بدر فيه نظر فإنه شهد أحدا ومات بعدها كما ذكرناه وقال أبو عمر انه توفى بعد بدر سنة اثنتين وكانت بدر في رمضان منها (ب د ع * عبد الله) بن عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم ابن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي وسالم يقال له الحبلى لعظم بطنه وله شرف في الأنصار وأبوه عبد الله بن أبي هو المعروف بابن سلول وكانت سلول امرأة من خزاعة وهي أم أبى وابنه عبد الله بن أبي هو رأس المنافقين وكان ابنه عبد الله بن عبد الله من فضلاء الصحابة وخيارهم وكان اسمه الحباب وبه كان أبوه يكنى أبا الحباب فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وشهد بدرا واحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الخزرج قد أجمعت على أن يتوجوا أباه عبد الله بن أبي ويملكوه أمرهم قبل الاسلام فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا عن ذلك فحسد النبي صلى الله عليه وسلم وأخذته العزة فأضمر النفاق وهو الذي قال في غزوة بنى المصطلق لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال ابنه عبد الله للنبي صلى الله عليه وسلم هو والله الذليل وأنت العزيز يا رسول الله ان أذنت لي في قتله قتلته فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها أحد أبر بوالده منى ولكني أخشى ان تأمر به رجلا مسلما فيقتله فلا تدعني نفسي انظر إلى قاتل أبى يمشى على الأرض حيا حتى أقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل تحسن صحبته ونترفق به ما صحبنا ولا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه ولكن بر أباك وأحسن صحبته فلما مات أبوه سأل ابنه عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه أخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد قالوا باسنادهم إلى أبى عيسى الترمذي قال حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبيد الله أخبرنا نافع عن ابن عمر قال جاء عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات أبوه فقال أعطني
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»