أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ١٩٦
ابن منده شهد أبو سلمة بدرا واحدا وحنينا والمشاهد ومات بالمدينة لما رجع من بدر وهو زوج أم سلمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم أسلم بعد عشرة أنفس وكان الحادي عشر قاله ابن إسحاق وهاجر إلى الحبشة وكان أول من هاجر إليها قاله أبو عمر وقال ابن منده هو أول من هاجر بظعينته إلى الحبشة والى المدينة وقال أبو نعيم كان أبو سلمة أول من هاجر من قريش إلى المدينة قبل بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار بالعقبة ومعه امرأته أم سلمة وقيل إن أم سلمة لم تهاجر معه إلى المدينة انما هاجرت بعده وقد ذكرناه عنه اسمها وولد له بالحبشة عمر بن أبي سلمة وشهد بدرا واحدا ونزل فيه قوله تعالى فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه الآيات حدثنا يونس بن بكير حدثنا ابن إسحاق قال عدت قريش على من أسلم منهم فأوثقوهم وآذوهم واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالا شديدا عدت بنو جمح على عثمان بن مظعون وفر أبو سلمة بن عبد الأسد إلى أبى طالب ليمنعه وكان خاله فمنعه فجاءت بنو مخزوم ليأخذوه فمنعه فقالوا يا أبا طالب منعت منا ابن أخيك أتمنع منا ابن أخينا فقال أوب طالب نعم أمنع ابن أختي مما امنع منه ابن أخي فقال أبو لهب ولم يسمع منه كلام خير قط ليس يومئذ صدق أبو طالب ولا يسلمه إليكم واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة لما سار إلى غزوة العشيرة سنة اثنين من الهجرة أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء أخبرنا أبو على قراءة عليه وأنا حاضر اسمع أخبرنا أحمد بن عبد الله أخبرنا عبد الله بن جعفر الجابري حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى حدثنا جعفر بن عون حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت لما حضر أبا سلمة الموت حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما شخص أغمض رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه ورواه أبو قلابة عن قبيصة وزاد بعد فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم الا بخير فان الملائكة يؤمنون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين قال مصعب الزبيري توفى أبو سلمة بن عبد الأسد بعد أحد سنة أربع من الهجرة وقيل توفى في جمادى الآخرة سنة ثلاث وقال أبو عمر انه توفى سنة اثنين بعد وقعه بدر وقال ابن إسحاق توفى بعد أحد قيل تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته أم سلمة في شوال سنة أربع ولما حضرت أبا سلمة الوفاة
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»