أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٢ - الصفحة ٢٢
مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها حين حلت فلا يبعد الله البيوت وأهلها * وان أصبحت منهم برغمي تخلت وكانوا رجاء ثم عادوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم * ولم تنك في أعدائهم حين سلت وان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت ألم تر ان الأرض أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت وقد أعولت تبكي السماء لفقده * وأنجمها ناحت عليه وصلت وهي أبيات كثيرة وقال منصور النمري ويلك يا قاتل الحسين لقد * بؤت بحمل ينوء بالحامل أي حبا حبوت أحمد في * حفرته من حرارة الثاكل تعال فاطلب غدا شفاعته * وانهض فرد حوضه مع الناهل ما الشك عندي بحال قاتله * لكنني قد أشك بالخاذل كأنما أنت تعجبين ألا * تنزل بالقوم نقمة العاجل لا يعجل الله ان عجلت وما * ربك عما ترين بالغافل ما حصلت لامرئ سعادته * حقت عليه عقوبة الآجل أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وغير واحد قالوا باسنادهم إلى الترمذي قال حدثنا أبو خالد الأحمر قال حدثنا رزين حدثني سلمى قال دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت مالك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا وروى حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا الدم قال هذا دم الحسين لم أزل التقطه منذ اليوم فوجد قد قتل في ذلك اليوم قال وأخبرنا محمد بن عيسى أخبرنا واصل بن عبد الأعلى أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال لما جئ برأس ابن زياد وأصحابه نضدت في المسجد فانتهيت إليهم وهم يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تتخلل الرؤس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا قال الترمذي هذا
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»