أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٢ - الصفحة ١٩٤
نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا من ناحية قباء على ناقة حمراء وانك يومئذ قدامه فما كنت لألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدمك فانصرف والزبرقان وهو يقول أبياتا من شعره أخرجه ابن منده وأبو نعيم وقال أبو نعيم لا تصح له صحبة (ب د ع * الزبرقان) بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة ابن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناه بن تميم التميمي السعدي يكنى أبا عياش وقيل أبو سدرة واسمه الحصين وقد تقدم في الحصين وانما قيل له الزبرقان لحسنه والزبرقان القمر وقيل انما قيل له ذلك لأنه لبس عمامة مزبرقة بالزعفران وقيل كان اسمه القمر والله أعلم نزل البصرة وكان سيدا في الجاهلية عظيم القدر في الاسلام وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بنى تميم منهم قيس بن عاصم المنقري وعمرو بن الأهتم وعطارد بن حاجب وغيرهم فأسلموا وأجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم وذلك سنة تسع وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر فقال مطاع في أدنيه شديد العارضة مانع لما وراء ظهره قال الزبرقان والله لقد قال ما قال وهو يعلم انى أفضل مما قال قال عمر وانك لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الأب لئيم الخال ثم قال يا رسول الله لقد صدقت فيهما جميعا أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم فيه وأسخطني فقلت بأسوأ ما أعلم فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا وكان يقال للزبرقان قمر نجد لجماله وكان ممن يدخل مكة متعمما لحسنه وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه بنى عوف فأداها في الردة إلى أبى بكر فأقره أبو بكر على الصدقة لما رأى من ثباته على الاسلام وحمله الصدقة إليه حين ارتد الناس وكذلك عمر بن الخطاب قال رجل في الزبرقان من النمر بن قاسط يمدحه وقيل قالها الحطيئة تقول خليلتي لما التقينا * ستدركنا بنو القوم الهجان سيدركنا بنو القمر بن بدر * سراج الليل للشمس الحصان فقلت ادعى وأدعو ان أندى * لصوت ان ينادى داعيان فمن يك سائلا عنى فإني * أنا النمري جار الزبرقان وكان الزبرقان قد سار إلى عمر بصدقات قومه فلقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريد العراق فرارا من السنة وطلبا للعيش فأمره الزبرقان ان يقصد أهله وأعطاه أمارة
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»