أسد الغابة - ابن الأثير - ج ١ - الصفحة ٣٨٢
أبى طلحة أخت بني عبد الدار وانا أتخوف ان علموا بإسلامي ان يذهبوا بمالي فأذن لي باللحوق به لعلى أتخلصه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعلت فقال يا رسول الله انه لا بد لي من أن أقول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل وأنت في حل فخرج الحجاج قال فلما انتهيت إلى ثنية البيضاء إذا بها نفر من قريش يتجسسون الاخبار فلما رأوني قالوا هذا الحجاج وعنده الخبر قلت هزم الرجل أقبح هزيمة سمعتم بها وقتل أصحابه وأخذ محمد أسيرا فقالوا لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتل بين أظهرهم ثم جئنا مكة فصاحوا بمكة وقالوا هذا الحجاج قد جاءكم بالخبر ان محمدا قد أسر وانما تنتظرون أن تؤتوا به فيقتل بين أظهركم فقلت أعينوني على جمع مالي فإني أريد أن ألحق بخيبر فاشترى مما أصيب من محمد قبل أن يأتيهم التجار فجمعوا مالي أحث جمع وقلت لصاحبتي مالي مالي لعلى ألحق فأصيب من فرص البيع فدفعت إلى مالي فلما استفاض ذكر ذلك بمكة أتاني العباس وأنا قائم في خيمة تاجر فقام إلى جنبي منكسرا مهموما فقال يا حجاج ما هذا الخبر فقلت استأخر عنى حتى تلقاني خاليا ففعل ثم قصد إلى فقال يا حجاج ما عندك من الخبر فقلت الذي والله يسرك تركت والله ابن أخيك قد فتح الله عليه خيبر وقتل من قتل من أهلها وصارت أموالها له ولأصحابه وتركته عروسا على ابنة ملكهم ولقد أسلمت وما جئت الا لاخذ مالي ثم ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتم على الخبر ثلاثا فإني أخشى الطلب وانطلقت فلما كان اليوم الثالث لبس العباس حلة وتخلق ثم أخذ عصاه وخرج إلى المسجد واستلم الركن فنظر إليه رجال من قريش فقالوا يا أبا الفضل هذا والله التجلد على حر المصيبة فقال كلا والذي حلفتم له ولكنه قد فتح خيبر وصارت له ولأصحابه وترك عروسا على ابنة ملكها قالوا من أنبأك بهذا الخبر قال الحجاج بن علاط ولقد أسلم وتابع محمدا على دينه وما جاء الا ليأخذ ماله ثم يلحق به فقالوا أي عباد الله خدعنا عدو الله فلم يلبثوا أن جاءهم الخبر أخرجه الثلاثة (ب د ع * حجاج) ابن عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم من بني مازن بن النجار قال البخاري له صحبة روى عنه عكرمة مولى ابن عباس وكثير بن العباس وغيرهما أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله وإبراهيم بن محمد وأبو جعفر بن السمين باسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة قال حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا حجاج الصواف أخبرنا يحيى
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»