وصلت بك الحاجات جمعا وإنما * يطول جليل القوم يقضى جليلها * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن عبد الله الطبري أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن علي بن مهران الفرضي أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الصباح الهروي الكشي حدثنا الشعراني حدنا خزيمة بن أحمد الكتاني قال منت في شبابي بنهر عيسى فبت ليلة من الليالي فصليت الغداة وقد سقط الظل على الزهرة فاستحسنتها ورأيت شقائق النعمان فيها ففكرت في نفسي وقلت ليت شعري من النعمان الذي نسبت هذه الريحان إليه ثم غلبني النسيم فنمت فرأيت في منامي كأن قائلا يقول لي إن (1) النعمان ولي من أولياء الله سأل الله أن يريه لباسه في الجنة فأنبتت هذه الريحانة فنسبت إليه فكان إذا رآها يقول رحم الله النعمان فذكرته للبحتري فأنشدني (2) أبيات * إن الشقيقة إذا أبصرت حمرته * فوق السواد على أغصانه الذلل كأنها دمعة قد غسلت كحلا * فاضت لها عبرة في وجنتي خجل * أخبرنا أبو منصور بن خيرون أخبرنا وأبو الحسن بن سعيد حدثنا أبو بكر الخطيب (3) حدثنا محمد بن علي السماك أخبرنا العباس بن أحمد بن أبي نواس الكاتب أخبرنا أبو علي الطوماري حدثني أبو العباس بن طومار قال كنت أنادم المتوكل فكنت عنده يوما ومعنا البحتري وكان بين يديه غلام حسن الوجع يقال له راح فقال المتوكل للفتح يا فتح إن البحتري يعشق راحا فنظر إليه الفتح وأدمن النظر فلم يره ينظر إليه فقال له الفتح يا أمير المؤمنين أرى البحتري في شغل عنه فقال ذاك دليل (4) عليه ثم قال المتوكل يا راح خذ رطلا بلورا (5) فاملأه شرابا وارفعه إليه ففعل فلما دفعه إليه بهت البحتري ينظر إليه فقال المتوكل للفتح كيف ترى ثم قال يا بحتري قل في راح بيت شعر ولا تصرح باسمه فقال
(١٩٥)