قرأت في كتاب أبي محمد العبدي فيما رواه عنه أبو سليمان أنا الحارث بن أبي أسامة أنا ابن سعد أنا محمد بن عمر قال وجدت هذا الكتاب عند عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فقرأته عليه وسألته ممن صار إليك فإذا هو بوركة (1) إلى أهل الكوفة فذكره وقال فيه ثم قال المغيرة بن عبد الله وكان رجلا عظيما طريرا (2) فأقبل يتخطى رقاب الناس حتى دنا من معاوية فرفع الناس رؤوسهم إليه وفرحوا بقيامه وقالوا هذا رجل خليق أن يخطب خطبة يعم فيها أهل مصره (3) بخير فلما دنا من معاوية استأذنه في المنطق فقال له تكلم بحاجتك فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال أصلح الله أمير المؤمنين وأمتع به أنا من الوفد الذين قدموا من أهل العراق ثم من البصرة ثم أنا أحد بني تميم المغيرة بن عبد الله المعروف الوالد والمنصب قدمنا فلم نر من أمير المؤمنين إلا الذي نحب (4) من لين الحجاب وخفض الجناح وإعطاء المسألة واستقبال ألواح الخير وأحب أن يتمم (5) أمير المؤمنين ويستعملني على خراسان وكان معاوية منكسا ينكث (6) في الأرض بقضيب يسمع (7) قوله فرفع رأسه ونظر إليه فقال عليها من يكفيك أمرها قال فأحب (8) أن تستعملني على شرط البصرة فإني بها عالم فهم مهيب (9) عليهم جرئ قال معاوية كفيتها قال فأحب يا أمير المؤمنين أن تأمر لي بجائزة وعطائي وكسوتي وتكسو امرأتي فلانة قطيفة وتكسوني برنسا قال معاوية أما هذا فنعم ثم أثنى على زياد ثم قعد فلما خرج المغيرة أقبل عليه أهل البصرة فلاموه وقالوا أما استحيت تسأل أمير المؤمنين أن يستعملك وأن يجيزك والله لرجونا أن تأتي بخطبة تعم (10) بها أهل البصرة بخير فقال المغيرة ويحكم بدأت فسألت أمير المؤمنين الأمير العظيم فلو أعطاني الذي
(٦٧)