ابن أحمد بن رزق أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا محمد بن أحمد بن (1) البراء أنا أحمد بن عمرو الضرير قال قال منصور بن عمار قال أبو بكر وأخبرني محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف نا رواد وكرمون (2) ابنا جراح بن صفوة بن صالح قالا نا حفص بن عمر بن الخليل الحافظ حدثني أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي بالري قال سمعت إبراهيم بن منصور بن عمار قال سمعت أبي يقول قال لي رجل بالشام يا أبا السري عندنا رجل من العباد من أهل واسط العراق رجل لا يأكل إلا من كد يده وقد دبرت (3) من سف الخوص (4) والاعتمال صفحة يديه ولو رأيته لوقذك النظر إليه فهل لك أن تمضي بنا إليه قال قلت نعم فأتيناه فدفعنا عليه بابه فخرج إلى الباب فسمعته يقول اللهم إني أعوذ بك ممن جاء ليشغلني عما (5) أتلذذ به من مناجاتك ثم فتح الباب فدخلنا وإذا رجل يرى به الآخرة وإذا قبر محفور ووصيته قد كتبها في الحائط وكساؤه قد أعد لكفنه فقلت أي موقف لهذا الخلق قال بين يدي من قال فصاح وخر لوجهه ثم أفاق من غشيته فقال له صاحبي يا أبا عباد هذا أبو السري منصور بن عمار فقال لي مرحبا بأخي ما زلت إليك مشتاقا قال وأراه صافحني أعلمك أن بي داء قد أعيا المتطببين قبلك قديما فهل لك أن تتأتى (6) له برفقك وتلصق عليه بعض مراهمك لعل الله أن ينفع بك قال قلت وكيف يعالج مثلي مثلك (7) وجرحي أثقل (8) من جرحك قال فقال وإن كان ذاك كذاك فإني مشتاق منك إلى ذلك قال قلت أما إذا أبيت فلئن كنت تمسك باحتفار قبرك في بيتك وبوصية رسمتها بعد وفاتك وبكفن أعددته ليوم منيتك فإن لله عبادا (9) اقتطعهم خوفه عن النظر إلى قبورهم قال فصاح صيحة ووقع في قبره وجعل يفحص برجليه وبال قال فعرفت بالبول ذهاب
(٣٢٩)