الإسلام وعرض عليه فقال الجارود إني قد كنت على دين وإني تارك ديني لدينك أفتضمن لي ديني فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه ثم أسلم الجارود فحسن إسلامه وكان غير مغموص عليه وكان الجارود قد أدرك الردة فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان قام الجارود فشهد شهادة الحق ودعا إلى الإسلام وكان له من الولد المنذر وحبيب وعتاب وأمهم أمامة بنت النعمان من الحصبان (1) من جذيمة وكان ولده أشرافا كان المنذر بن الجارود سيدا جوادا ولاه علي بن أبي طالب إصطخر فلم يأته أحد إلا وصله ثم ولاه عبيد الله بن زياد ثغر الهند فمات هناك سنة إحدى وستين أو أول سنة اثنتين وستين وهو يومئذ ابن ستين سنة وذكر غيرهما أن المنذر بن الجارود قتل في ولاية الحجاج على العراق ولا أراه محفوظا أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم أنا محمد بن أحمد بن المسلمة في كتابه أنا محمد بن عمران بن موسى إجازة نا ابن دريد أنا السكن بن سعيد عن محمد ابن عباد عن ابن الكلبي قال ولى (2) عبيد الله بن زياد المنذر بن الجارود أبا الأشعث العبدي ثغر السند فلما خرج شيعه عبيد الله وتعلق لواءه بشئ فاندق فقال عبيد الله إنا لله لا يرجع والله المنذر إليكم أبدا فمات بقصدار (3) من أرض الهند ولم تكن المنصورة أحدثت إذ ذاك إنما أحدثها الحكم بن عوانة الكلبي فقال لأصحابه الشاميين ما اسمها قالوا تدمر فقال دمر الله عليكم بل اسمها المنصورة فسميت بذلك فقال خليد عينين (4) يرثيه (5) * يا عين أدري دمعة فأسعديني (6) * وابكي ابن بشر سيد الوافدين
(٢٨٥)