في أم حكيم بنت قارط بن عبد الله بن مكمل بعد ما خلت (1) فادعه فسله عن شهادته فقال له الوليد حين قضى مقالته ما أظن عثمان قضى بما قلت قال معاوية إن لم يشهد على ذلك السائب فأنا مبطل حصره (2) وعائبه (3) قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين القرشي (4) قال قال حماد يعني ابن إسحاق بن إبراهيم الموصلي حدثني أبي عن مخلد بن خداش وغيره أن حبابة غنت يزيد صوتا لابن سريح وهو ما أحسن الجيد من مليكه * واللبات إذ زانها ترائبها (5) * فطرب يزيد وقال هل رأيت أحدا قط أطرب مني قالت نعم ابن الطيار (6) معاوية ابن عبد الله بن جعفر فكتب فيه إلى عبد الرحمن بن الضحاك فحمل إليه فلما قدم أرسلت إليه حبابة إنما بعث إليك لكذا وكذا وأخبرته فإذا دخلت عليه وتغنيت فلا تظهرن طربا حتى أغني الصوت الذي غنيته فقال سوأة (7) على كبر سني فدعا به يزيد وهو على طنفسة خز ووضع لمعاوية مثلها وجاؤوا بجامين فيهما مسك فوضعت إحداهما بين يدي يزيد والأخرى بين يدي معاوية قال (8) فلم أدر كيف أصنع فقلت انظر كيف يصنع فاصنع مثله فكان يقلبه فيفوح ريحه وأفعل مثل ذلك فدعا بحبابة فغنت فلما غنت ذلك الصوت أخذ معاوية الوسادة فوضعها على رأسه وقام يدور وينادي الدخن بالنوى (9) يعني اللوبياء قال فأمر له بصلات عدة دفعات إلى أن خرج فكان مبلغها ثمانية آلاف دينار أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أخبرني أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا
(٢٤٨)