وكان مسروق بن فلان في كردوس يعني يوم اليرموك وذكر سيف أيضا عن أبي عثمان الغساني عن خالد وعبادة قالا (1) وبعث يعني أبا عبيدة مسروقا وعلقمة بن حكيم فكانا بين دمشق وفلسطين قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر ابن عبد الله بن أبي سبرة عن ابن أبي عون قال أرسل علي بن أبي طالب جرير بن عبد الله إلى معاوية يعلمه حاله وما يريد ويكلمه فخرج حتى قدم الشام فنزل على معاوية ثم قام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم قال أما بعد يا معاوية فإنه قد اجتمع لابن عمك الحرمان والناس لها تبع مع أن معه أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل مصر وأهل اليمن قد بايعوا فبايع ابن عمك ولا تخالف ولا تعتد عن الحق وما أنت فيمن أنت فيه فلا تلفف على أصحابك أصدقهم وأجل لهم الأمر وناصحهم في الحق والدين وهو معطيك الشام ومصر تكون عليهما ما دمت حيا على أن تعمل بكتاب الله وبسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وكان عند معاوية يومئذ وجوه أهل الشام ذو الكلاع وشرحبيل بن السمط وأبو مسلم الخولاني ومسروق العكي فتكلموا بكلام شديد وردوا (2) أشد الرد وتهددوا معاوية أشد التهدد إن هو أجاب إلى هذا وترك الطلب بدم عثمان فقال جرير الله الله في حقن دماء المسلمين ولم شعثهم وجمع أمر الأمة فإن الأمر قد تقارب وصلح قالوا لا نريد هذا الصلح حتى نقاتل قتلة عثمان فنحن ولاته والقائمون بدمه فقال معاوية على رسلكم أنا معكم على ما تريدون وتقولون ما بقيت أرواحنا فجزاه القوم خيرا وكفوا عنه وخرج جرير حتى قدم على علي بن أبي طالب فقال ما وراءك قال الشر من (3) معاوية فهو يرضى بما يعطى ولكنه مع قوم لا أمر له معهم كلهم يقوم بدم عثمان وهو مائة ألف والقوم مقاتلوكم
(٤٤١)