السلام ويخبره أنه على دينه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صدق [* * * *] قرأت على أبي القاسم خلف بن إسماعيل بن أحمد عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر نا خالد بن محمد بن خالد الحضرمي نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة أنا محمد بن عائذ أنا محمد بن عبد الله الواقدي حدثني عمر بن عثمان الجحشي (1) عن أبيه قال (2) بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر وهو بغوطة دمشق فخرج من المدينة في ذي الحجة سنة ست وذلك مرجع النبي (صلى الله عليه وسلم) من الحديبية فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الحارث بن أبي شمر سلام على من اتبع الهدى وآمن به وصدق به وإني أدعوك إلا أن تؤمن بالله وحده لا شريك له يبقي لك ملكك [* * * *] قال فختم الكتاب (3) ثم خرج به شجاع قال فانتهيت إلى حاجبه فأخذه وهو يومئذ مشغول بتهيئة الأنزال والألطاف لقيصر وهو جائي من حمص إلى إيلياء حيث كشف الله عنه جنود فارس فشكر الله قال فانتهيت إلى حاجبه فأقمت عنده يومين أو ثلاثة فقلت لحاجبة إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليه فقال حاجبه لا تصل إليه وكان روميا وكان اسمه مري قال فكنت أحدثه عن صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) وما يدعوا إليه فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول إني قرأت الإنجيل فأجد صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) بعينه فكنت أراه يخرج بالشام فأراه قد خرج بأرض القرظ فأنا أؤمن به وأصدقه وأنا أخاف الحارث أن يقتلني فكان يكرمني ويحسن ضيافتي ويخبرني عن الحارث باليأس منه ويقول وهو يخاف من قيصر فخرج الحارث يوما فوضع التاج على رأسه فأذن لي عليه فدفعت إليه كتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقرأه ثم رمى به ثم قال من ينزع ملكي أنا سائر إليه ولو كان على اليمن جئته علي بالناس (4) فلم يزل (5) يفرض حتى الليل وأمر بالخيول تنعل ثم قال أخبر صاحبك بما ترى
(٣٦٧)