فبايعوه فلما أتاه وفاة يزيد بن الوليد دعا قيسا وربيعة ففرض لستة وعشرين ألفا من قيس وسبعة آلاف من ربيعة وأعطاهم أعطياتهم وولى على قيس إسحاق بن مسلم العقيلي (1) وعلى ربيعة المساور بن عقبة ثم خرج يريد الشام واستخلف على الجزيرة أخاه عبد العزيز ابن محمد بن مروان فلقيه وجوه قيس الوثيق بن الهذيل بن زفر ويزيد بن عمر (2) بن هبيرة الفزاري وأبو الورد بن الهذيل بن زفر وعاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي في أربعة آلاف أو خمسة آلاف من قيس فساروا معه حتى قدم حلب وفيها بشر ومسرور ابنا الوليد أرسلهما إبراهيم بن الوليد حين بلغه مسير مروان فصاف القوم فخرج أبو الورد بن الهذيل بن زفر في ثلاثمائة فكبروا وحملوا على مروان حتى كانوا قريبا منه ثم حولوا وجوههم وأترستهم ولحقوا بمروان وحمل مروان ومن معه فانهزم مسرور وبشر من غير قتال (3) قال فأخذهما مروان فحبسهما عنده وأسر ناسا كثيرا من أصحابهما فأعتقهم مروان ثم سار مروان حتى أتى حمص فدعاهم إلى المسير معه والبيعة لوليي العهد الحكم وعثمان ابني الوليد بن بزيد وهما محبوسان عند إبراهيم بن الوليد بدمشق فبايعوه وخرجوا معه حتى أتى عسكر سليمان بن هشام بن عبد الملك بالعذراء فانهزم سليمان بن هشام (4) بعد قتال شديد وحوى مروان عسكره وبلغ عبد العزيز بن الحجاج بن الحجاج بن عبد الملك ما لقي سليمان وهو معسكر في ناحية أخرى فأقبل إلى دمشق وخرج إبراهيم بن الوليد من دمشق ونزل باب الجابية وتهيأ للقتال ومعه الأموال على العجل ودعا الناس فخذلوه وأقبل عبد العزيز بن الحجاج وسليمان بن الوليد (5) فدخلا مدينة دمشق يريدان قتل الحكم وعثمان ابني الوليد وهما في السجن وجاء يزيد بن خالد بن عبد الله القسري فدخل السجن فقتل يوسف بن عمر والحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد وهما الحملان ويقال ولي قتلهما مولى لخالد بن عبد الله يقال له أبو الأسد شدخهما بالعمد
(٣٢٩)