روى عنه يحيى بن السري الكاتب أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال قال لنا أبو بكر الخطيب (1) محمد بن عبد الملك ابن أبان بن أبي حمزة أبو جعفر المعروف بابن الزيات كان قد اتصل بأمير المؤمنين المعتصم بالله وخص به فرفع من قدره ووسمه بالوزارة وكذلك الواثق بالله استوزره وكان ابن الزيات أديبا فاضلا بليغا (2) عالما بالنحو واللغة ذكر ميمون بن هارون الكاتب أن أبا عثمان المازني لما قدم بغداد في أيام المعتصم كان أصحابه وجلساؤه يخوضون بين يديه في علم النحو فإذا اختلفوا فيما يقع فيه شك يقول لهم المازني ابعثوا إلى هذا الفتى الكاتب يعني محمد بن عبد الملك فاسألوه واعرفوا جوابه فيفعلون فيصدر الجواب من قبله بالصواب الذي يرتضيه المازني ويقفهم عليه وقد ذكره دعبل (3) بن علي في كتاب طبقات الشعراء وأورد له شعرا يرثي به تمام الطائي قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي (4) بن هبة الله قال أما زيات فأوله زاي مفتوحة بعدها ياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها وآخره تاء معجمة باثنتين من فوقها محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم والواثق والمتوكل شاعر فاضل حسن الترسل ذكرناه في كتاب الوزراء أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أخبرني محمد بن علي الصوري أنبأنا الحسن بن حامد الأديب حدثني علي بن محمد بن سعيد الموصلي قال قرئ على الحسن بن عليل وأنا أسمع حدثكم مسعود بن بشر المازني نا يانس بن عبد الله الخادم قال سأل محمد بن عبد الملك الزيات أبا دلف القاسم بن عيسى العجلي عرض رقعة على الحسن بن سهل فعرضها عليه فقال له الحسن نحن في شغل عن هذا فقال له أبو دلف مثلك أطال الله بقاءك لا يشتغل عن محمد بن عبد الملك فقال لخازنه احمل مع أبي دلف إليه عشرين ألف درهم قال فلما وصلت إلى محمد كتب إليه بهذين البيتين * أعطيتني يا ولي الحمد مبتدئا * عطية كافأت حمدي (6) ولم ترني
(١٣٤)