الله تبارك وتعالى ليخر جاثيا لركبتيه ويقول يا رب لا أسألك إلا نفسي قال فأطرق عمر ثم أفاق فقلت يا أمير المؤمنين أليس هذا في كتاب الله تبارك وتعالى قال أين قلت:
" يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " الآية أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن أنبأنا زكريا بن يحيى حدثنا الأصمعي عن سفيان بن عيينة عن من أخبره قال كان كعب عند عمر بن الخطاب فتباعد في مجلسه فأنكر ذلك عليه فقال كعب يا أمير المؤمنين إن في حكمة لقمان ووصيته لابنه يا بني إذا جلست إلى ذي سلطان فليس بينك وبينه مقعد رجل فلعله يأتيه من هو آثر عنده منك فتنحى عنه فيكون ذلك نقصا عليك أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي قال سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول يروى عن كعب الأحبار أنه دخل على عمر بن الخطاب وهو جالس على فراشه وتحت الفراش حصير وعن يمينه وشماله وسادتان فقال له عمر اجلس يا أبا إسحاق وأشار إلى الوسادة فنحاها كعب وجلس دونها ثم قال إن فيما أوصى به سليمان بن داود أن لا يغشى السلطان حتى يملك ولا تقعد عنه حتى ينساك واجعل بينك وبينه مجلس رجل أو اثنين فعسى أن يأتي من هو أخص بذلك المجلس منك فتزال عنه فيكون زيادة له ونقصان عليك أخبرنا (2) أبو الحسن الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة حدثنا محمد بن أمية بن عبد الملك حدثنا محمد بن المصفى حدثنا بقية عن عتبة بن أبي حكيم (3) عن طلحة بن نافع عن كعب قال أتيت عائشة فقلت هل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينعت (4) الإنسان فابصري هل يوافق يعني نعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت انعت فقال عيناه هاد وأذناه قمع ولسانه ترجمان ويداه جناحاه ورجلاه بريد وكبده رحمة أو قال رأفة ورئته نفس وطحالة ضحك وكليته مكر والقلب ملك فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا فسد فسدت جنوده