أخبرنا (1) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا الحسن (2) بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر حدثنا إسحاق بن يحيى عن المسيب بن رافع أو غيره عن كعب الأحبار قال إسحاق بن بشر وحدثنا ابن أبي ذئب فيه عن المقبري عن أبي هريرة وغيرهما أن كعب الأحبار ذكر بدء ما رزقه الله الإسلام حين أسلم مقدم عمر وذكر صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كان أبي من أعلم الناس بما أنزل الله على موسى وكان لا يدخر عني شيئا مما يعلم فلما حضره الموت دعاني فقال لي يا بني قد علمت أني لم أدخر عنك شيئا مما كنت أعلم إلا أني كنت قد حبست (3) عنك ورقتين فيهما ذكر نبي يبعث قد أظل (4) زمانه وكرهت أن أخبرك بذلك فلا آمن أن يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتطيعه وقد جعلتهما في هذه الكوة التي ترى وطينت عليهما فلا تعرض لهما ولا تنظرن فيهما حينك هذا فإن كان الله يريد بك خيرا ويخرج ذلك النبي بعينه فأخرجهما قال ثم مات فلم يكن شئ أحب إلي من أن ينقضي المأتم حتى أنظر في الورقتين فلما انقضى المأتم فتحت الكوة ثم استخرجت الورقتين فإذا فيهما محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خاتم النبيين لا نبي بعده مولده بمكة ومهاجره طيبة لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق يجزي بالسيئة الحسنة ويعفو ويصفح أمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل حال ألسنتهم بالتهليل والتكبير رطبة وينصر نبيهم على كل من ناوأه يغسلون فروجهم ويأتزرون على أوساطهم أناجيلهم في صدورهم وتراحمهم بينهم تراحم الأم
(١٦١)