تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٤١٠
فأخبرهم بذلك فقال من كان من أهل الخطايا فليعتزل فاعتزل الناس كلهم الا رجل مصاب بعينه اليمنى فقال له عيسى ما لك لا تعتزل قال يا روح الله ما عصيت الله طرفة عين ولقد التفت فنظرت بعيني هذه إلى قدم امرأة من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها ولو نظرت إليها باليسرى لقلعتها قال فبكى عيسى حتى ابتلت لحيته بدموعه وقال اللهم انك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل ان تخلقنا فلم يمنعك ذلك أن لا تخلقنا فلما خلقتنا وتكفلت بأرزاقنا فأرسل السماء علينا مدرارا فوالذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامة من فيه حتى أرخت السماء عزاليها وسقي الحاضر والباد لفظ ابن سمعون أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو المفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا أبو عمرو عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب السلمي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الزهري حدثنا عمي عبد الرحمن بن عمر بن يزيد المقرئ حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن هشام عن الحسن قال خرج عيسى بن مريم يستسقي فخرج فبرز لهم فقال جوزوا ولا يجوز عاص فرجع ناس من الناس ثم قالها الثانية فرجع ناس من الناس حتى لم يبق في الجنان الا رجل واحد أعور قال له عيسى بن مريم مالك اما أصبت ذنبا قط قال اما ذنب اعلمه فلا الا اني نظرت إلى امرأة بعيني هذه فلما ولت اتبعتها إياها فبكى عيسى وقال أنت صاحبي فدعا عيسى وامن الرجل فسقوا أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الأنباري أنبأنا محمد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي حدثنا الدبري أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن شهر بن حوشب

١ - العزالي والعزالز جمع عزلاء وهي مصب الماء من الرواية ونحوها. وتطلق أيضا على فم الرواية اي الاعلى الذي يصب الماء فيه أولا (القاموس المحيط).
٢ - كذا وإعجمها ناقص بالأصل ولعل الصواب: الجنان.
٣ - إعجمها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / 141.
4 - بدون إعجام بالأصل وهو إسحاق بن إبراهيم بن عباد أبو يعقوب الصنعاني ترجمته في سير الاعلام 13 / 416 وهو صاحب أبي عبد الله النقوي راجع الحاشية السابقة.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»